بل كان بالتقدير للوجود مع ... كون الوجود خارجًا قد لا يقع
فهي الحقيقية والفرق أضا ... بينهما بأنه لو فُرضا
الحصر للألوان في السوادِ ... في خارج والغير ذو انفقادِ
فقولك البياض لون فنّدوا ... بحسب الأول إذ لا يوجدُ
وكِذْبُه لفقده في الخارجِ ... مع اعتبارنا الوجودَ الخارجي
وصادق بالاعتبار الثاني ... كونَ البياضِ أحدَ الألوانِ
إذ فيه معنى كلِّ ما لو وجدا ... كان بياضًا فبحيث لو بدا
وجوده يكون لونًا فعلمْ ... الصدقُ مع كون البياض منعدمْ
وصدقُ حصر اللون بالسوادِ ... بحسَب الأول أمرٌ بادِ
وكِذْبه بحسَب الثاني اتضحْ ... فما أبيح افعل ودع ما لم يُبحْ
انتهى محل الغرض من الأرجوزة المذكورة.
ولا يخفى أنا ذكرنا في الأبيات ثلاث كلمات كلُّها يمنعه كثير من علماء العربية.
إحداها: إتباع (قد) بلا النافية في قولنا: قد لا يقع، وقد أجازه بعضهم، وقال ابن مالك في خلاصته (١): "والمصروف قد لا ينصرف".
(١) ص ٥٧، مؤسسة الرسالة، ط ٣، ١٤٠٩ هـ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute