أخرجه ابن ماجه وغيره، ورواه الترمذي، بلفظ: "ما قبض الله نبيًّا إلّا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه"، وفي الموطأ بلفظ: "ما دفن نبي قط إلا في مكانه الذي توفي فيه"، فحفر له فيه, "وحفر أبو طلحة" زيد بن سهل الأنصاري لحد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في موضع فراشه حيث قبض" وروى ابن سعد: اختلفوا في الشق واللحد، فقال المهاجرون: شقوا كأهل مكة، وقالت الأنصار: ألحدوا كما نحفر بأرضنا، فقالوا: بعثوا إلى أبي عبيدة وأبي طلحة، فأيهما جاء قبل الآخر فليعمل عمله، فجاء أبو طلحة فقال: والله إني لأرجو أن يكون الله قد اختار لنبيه أنه كان يرى اللحد فيعجبه، فالحد له. "وقد اختلف فيمن أدخله قبره", وأصح ما روي أنه نزل في قبره عمَّه العباس وعلي وقثم" بقاف مضمومة ومثلثة مفتوحة "ابن العباس, والفضل بن العباس", ويقال: دخل معهم أوس بن خولي -بفتح المعجمة وسكون الواو، وقيل بفتحها, "وكان آخر الناس عهدًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قثم بن العباس" أي: إنه تأخَّر في القبر حتى خرجوا قبله. "وروي أنه بني في قبره تسع لبنات" جمع لبنة, "وفرش تحته قطيفة" بفتح القاف وكسر المهملة وسكون التحتية ففاء- كساء له خمل, "نجرانية" بفتح النون وإسكان الجيم- بلد بين اليمن وهجر, "كان يتغطَّى بها", ويروى: كان يجلس عليها، ولاخلف لجواز أنه فعل الأمرين, "فرشها شقران" بضم الشين وإسكان القاف- مولاه -صلى الله عليه وسلم- في القبر، وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك. قال النووي: وقد نصَّ الشافعي وجميع أصحابه وغيرهم من العلماء على كراهة وضع قطيفة أو مضربة أو مخدة ونحو ذلك تحت الميت في القبر, وشَذَّ" انفرد "البغوي من