قال الباجي: ووجهه أنه -صلى الله عليه وسلم- أفضل من كل شهيد، والشهيد يغنيه فضله عن الصلاة عليه، فهو -صلى الله عليه وسلم- أولى، قال: وإنما فارق الشهيد في الغسل؛ لأن الشهيد حذر من غسله إزالة الدم عنه, وهو مطلوب بقاؤه لطيبه؛ ولأنه عنوان لشهادته في الآخرة، وليس على النبي -صلى الله عليه وسلم- ما تكره إزالته, فافترقا. انتهى. لكن قال عياض: الصحيح الذي عليه الجمهور, أنَّ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت صلاة حقيقية لا مجرّد الدعاء فقط. انتهى. وأجيب عمَّا اعتلّ به الأولون بأن المقصود من الصلاة عليه عود التشريف على المسلمين, مع أن الكامل يقبل زيادة التكميل، نعم. لا خلاف أنه لم يؤمّهم أحد عليه كما مَرَّ لقول علي: هو إمامكم حيًّا وميتًا، فلا يقوم عليه أحد..... الحديث. رواه ابن سعد وأخرج الترمذي، أن الناس قالوا لأبي بكر: أنصلي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: وكيف نصلي؟ قال: يدخل قوم فيكبِّرون ويصلون ويدعون، ثم يدخل قوم فيصلون فيكبِّرون ويدعون فرادى, "ثم قالوا" بعد الفراغ من الصلاة: "أين تدفنونه؟ " فقال الناس: عند المنبر، وقال آخرون: بالبقيع, كما في الموطأ وغيره, "فقال أبو بكر -رضي الله عنه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما هلك" أي: مات "نبي قط, إلا يدفن حيث تقبض روحه"، وقال علي: