"وفي حديث ابن عباس عند ابن ماجه: لما فرغوا من جهازه" بفتح الجيم وكسرها لغة قليلة, "صلى الله عليه وسلم- يوم الثلاثاء, وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس عليه -صلى الله عليه وسلم- أرسالًا" بفتح أوله- أي: جماعات متتابعين, "يصلون عليه، حتى إذا فرغوا دخل النساء، حتى إذا فرغن دخل الصبيان, ولم يؤمّ الناس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحد" فاعل يؤم. قال ابن كثير: هذا أمر مجمَع عليه، واختُلِف في أنه تعبد لا بعقل معناه، أو ليباشر كل واحد الصلاة عليه منه إليه، وقال السهيلي: قد أخبر الله تعالى أنه وملائكته يصلون عليه، وأمر كل واحد من المؤمنين أن يصلي عليه، فوجب على كل أحد أن يباشر الصلاة عليه منه إليه، والصلاة عليه بعد موته من هذا القبيل، قال: وأيضًا فإن الملائكة لنا في ذلك أئمة, انتهى. وقال الشافعي في الأم: "وذلك لعظم أمره -صلى الله عليه وسلم, وتنافسهم فيمن يتولَّى الصلاة عليه "وفي رواية: إنَّ أوّل من صلّى عليه الملائكة أفواجًا، ثم أهل بيته، ثم الناس فوجًا فوجًا، ثم نساؤه آخرًا" على ما روي عند الطبراني وغيره بسند واهٍ أنه أخبر بذلك قبل موته وتقدَّم. "وروي أنه لما صلى أهل بيته لم يدر الناس ما يقولون، فسألوا ابن مسعود، فأمرهم أن يسألوا عليًّا"؛ لأنه أعلم منه بذلك، فسألوه فقال لهم: قولوا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} ..... الآية" لعل حكمة الأمر بها تذكيرهم بالصلاة والسلام عليه في هذا الموطن, "لبيك اللهم ربنا" إجابة لك بعد إجابة فيما أمرتنا به من الصلاة والتسليم عليه, "وسعديك" إسعادًا بعد