للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

........................... ... مبين وقد تعفوا الرسوم وتهمد

ولا تنمحي الآيات من دار حرمه ... بها منبر الهادي الذي كان يصعد

وأوضح آيات وباقي معالم ... وربع له فيه مصلى ومسجد

بها حجرات كان ينزل وسطها ... من الله نور يستضاء ويوقد

معارف لم تطمس على العهد آيها ... أتاها البِلى فالآي منها تجدد

عرفت بها رسول الرسول وعهده ... وقبرًا بها واراه في الترب ملحد

أطالت وقوفًا تذرف العين دمعها ... على طلل القبر الذي فيه أحمد

فبوركت يا قبر الرسول وبوركت ... بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد

وبورك لحد منك ضمن طيبًا ... عليه بناء من صفيح منضد

تهيل عليه الترب أيد وأعين


"مبين" بَيّن ظاهر لا يمكن إنكاره ما دامت الدنيا, "وقد تعفو" تدرس الرسوم غير رسمه ومعهده, و"تهمد" بهاء قبل الميم- تبلى، قالها: مَدّ البالي من كل شيء, "ولا تنمحي" تذهب الآيات من دار حرمه بفتح فسكون للوزن، وأصله -بفتحتين- "بها منبر الهادي الذي كان يصعد" بفتح العين يرقى عليه" وبها "أوضح آيات وباقي معالم" آثار, "وربع" منزل "له فيه مصلى" مكان صلاة, "ومسجد بها حجرات، كان ينزل وسطها" بالسكون "من الله نور" القرآن والوحي, "يستضاء" به من ظلمات الجهل, "ويوقد" يقتبس منه أنوار الهدى "معارف لم تطمس" أي: لم تمح "على" بعد "العهد آيها" جمع آية، فإن "أتاها البلى" بالكسر والقصر- الفناء, "فالآي منها تجدّد" ما بلي, "عرفت بها رسم الرسول وعهده" آثاره ومنزله, "وقبرًا بها واراه في الترب ملحد" بضم الميم وكسر الحاء- من الحد، أي: جعل اللحد، وبعد هذا عند ابن هشام:
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت ... عيون ومثلاها من الجن تسعد
تذكرن آلاء الرسول وما أرى ... لها محصيًا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شقّها فقد أحمد ... فظلت لا آلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عشيرة ... ولكن لنفسي بعد هذا توجد
وبعد هذا قوله: "أطالت" أي: العيون المذكورة في قوله: فأسعدت عيون, "وقوفها تذرف -بكسر الراء- العين دمعها" الذي في ابن هشام: تذرف الدمع جهدها، وأيما كانت فأخطأ من قال: أحسن من أطلت، لأنَّ أطالت للمطايا ولم تذكر, "على طل القبر الذي فيه أحمد، فبوركت يا قبر الرسول وبوركت بلاد ثوى" أقام فيها حيًّا وميتًا, "الرشيد المسدّد" هما من أسمائه -عليه الصلاة والسلام- كما مَرَّ, "وبورك لحد منك ضمن" بشد الميم "طيبًا من أسمائه "عليه بناء من صفيح" حجارة عريضة منضد بعضه فوق بعض, "تهيل" تصب "عليه الترب" مفعول فاعله "أيد

<<  <  ج: ص:  >  >>