قال الذهبي: كان حافظًا, رأسًا في التفسير والعربية, متين الزهادة والديانة, مات سنة سبع وعشرين أو سبع وثلاثين وأربعمائة, "جزء قتلى القرآن" أي: مؤلف في بيان من قُتِلَ عند سماع القرآن, "وعندي من ذلك جملة أريد تدوينها" بل قد روي عن كثير من المريدين أنهم ماتوا بمجرد النظر إلى المشايخ, كما حكي أن مريدًا لأبي تراب النخشبي -بفتح النون وسكون الخاء وفتح الشين المعجمة- نسبة إلى نخشب, بلدة بما رواء النهر، واسمه: عسكر بن حصين, واشتهِرَ بكنتيه, فلم يعرف إلّا بها, جمع بين العلم والدين والزهد والتصوف والتقشّف والتوكل والتبل, ووقف بعرفة خمسًا وخمسين وقفة, وصحب حاتمًا الأصم والخواص والطبقة, وعند أحمد بن حنبل وغيره, مات سنة خمس وأربعين ومائتين, كان يتجلَّى له لذلك المريد "الحق تعالى في كل يوم مرات, فقال له أبو تراب: لو رأيت أبا يزيد" اسمه: طيفور بن عيسى البسطامي, نادرة زمانه حالًا وأنفاسًا وورعًا وعلمًا وزهدًا وتُقَى, وأفردت ترجمته بتصانيف حافلة, ومات سنة إحدى وستين ومائتين عن ثلاث وسبعين سنة, "لرأيت أمرًا عظيمًا", فلم يزل يشوقه إليه, "فلمَّا ارتحل المريد مع شيخه أبي تراب النخشبي لأبي يزيد" فقيل: إنه في الغيضة مع السباع، وكان يأوي إليها، فقعدا على طريقه, فلمَّا مرَّ "ووقع بصر المريد عليه, وقع ميتًا, فقال له أبو تراب: يا أبا يزيد, نظرة" حصلت له "منك", أو نظرة منك إليه قتلته, وقد كان يدَّعي رؤية الحق تعالى، فقال له أيو يزيد قد كان صاحبك صادقًا، وكان الحق يتجلّى له