قال الطيبي: ويمكن حمله على معنى التغنى، أي: ليس منا معاشر الأنبياء من لم يحسّن صوته بالقرآن، ويسمع الله منه، بل يكون من جملة من هو نازل عن مرتبتهم، فيثاب على قراءته كسائر المسلمين، لا على تحسين صوته كالأنبياء ومن تعبهم فيه. "وروى ابن أبي شيبة" وأحمد برجال الصحيح "عن عقبة بن عامر" الجهني "مرفوعًا: "تعلموا القرآن" أي: احفظوه وتفهَّموه, "وتغنَّوْا به" أي: اقرءوه بتحزن وترقيق وحسن صوت، وليس المراد قراءته بالألحان والنغمات، "واكتبوه" الحديث بقيته: "فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتًا من المخاض في العقل". "والله أعلم" بمراد رسوله, "وقد صح" في الصحيحين وغيرهما أنه -صلى الله عليه وسلم- سمع أبا موسى الأشعري يقرأ، فقال: "لقد أوتي هذا". وفي رواية للبخاري: "يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود" في حسن الصوت بالقاءة, يعني: من مزامير داود نفسه، كما ذكره أهل المعاني" فآل مقحمة؛ لأنه لم يرو أن أحدًا من آل داود أعطي من حسن الصوت ما أعطي داود، والمزامير جمع مزمار -بكسر الميم- الآلة المعروفة, أطلق اسمها على الصوت للمشابهة، فشبه حسن صوته وحلاوة نغمته بصوت المزمار, "وفي طريق آخر، كما تقدم أن أبا موسى قال: يا رسول الله, لو علمت أنك تسمع لحبَّرته" حسَّنته "لك تحبيرًا: تحسينًا. "قال ابن المنبر: "فهذا يدل على أنه كان يستطيع أن يتلوا أشجى" أي: أشد "من