قال: سمعنا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فأتيناه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، وأسهم لنا، وقرأ في الصلاة بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} . قال الحافظ: يمكن إن كانت، أي: القراءة في الصلاة التي عين البراء أنها العشاء، أن قرأ في الأولى بالتين، وفي الثانية بالقدر. قال البراء: "فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا، أو قراءة" شكَّ الراوي منه -صلى الله عليه وسلم" بل هو الأحسن على مدلول اللفظ عرفًا، وإن صدق لغة بالمساوي. "رواه الشيخان" وأصحاب السنن, "فقد كانت قراءته -عليه الصلاة والسلام- ترتيلًا، لا هذا" بفتح الهاء، والذال المعجمة- أي: سرعة، ونصبه على المصدر، كما في النهاية وغيرها، فقوله: "ولا عجلة" تفسير "بل قراءة مفسرة حرفًا حرفًا" بل حديثه كذلك، كما قالت عائشة: ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليسرد سردكم هذا، بل كان يحدث حديثًا لو عدَّه العادّ لأحصاه, "وكان يقطع قراءته آية آية" أي: يقف على فواصل، إلّا الآي، كما مَرَّ "وكان يمد عند حروف المد، وكان يتغنَّى بقراءته، ويرجِّع صوته أحيانًا، كما رجَّع يوم الفتح" لمكة "في قراءة: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} ، وحكى عبد الله بن مغفل "بميم مضمومة فمعجمة ففاء ثقيلة مفتوحتين- المزني, من أصحاب الشجرة "ترجيعه آآآثلاث مرات" الغرض منه أنه كان يقطع قراءته آية آية، كتقطيع من نطق بهذه الألفات ثلاث مرات مبينة كذا، قاله شيخنا: "ذكره" أي: رواه البخاري" في مواضع، ومسلم، وغيرهما "وإذا جمعت هذا الحديث إلى قوله" صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم". رواه أحمد، والبخاري، وفي كتاب خلق الأفعال، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصححه، وابن حبان، والحاكم, كلهم من حديث البراء، وعلقه البخاري في آخر صحيحه في كتاب التوحيد، وابن حبان أيضًا، وغيره، عن أبي هريرة، والطبراني، والدارقطني بسند حسن، عن ابن عباس، وأبو نعيم، عن عائشة بسند ضعيف، والبزار، عن عبد الرحمن بن عوف بسند ضعيف