قال البيهقي: متابعة السنة أَوْلَى مما ذهب إليه بعض القراء من تتبع الأغراض والمقاصد, والوقوف عند انتهائها، وقال الطيبي: قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} يشير إلى ملكه لذوي العلم من الملائكة والثقلين يدبر أمرهم في الدنيا، وقوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يشير إلى أنه يتصرّف فيهم في الآخرة بالثواب والعقاب. وقوله: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} متوسط بينهما، ولذا قيل: رحمن الدنيا ورحيم الآخرة, فكما جاز ذلك الوقفو يجوز هذا, فقول بعضهم: هذه الرواية لا يرتضيها البلغاء وأهل اللسان؛ لأن الوقف الحسن ما هو عند الفصل التام من أول الفاتحة إلى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، وكان -صلى الله عليه وسلم- أفضل الناس غير مرضي, والنقل أَوْلَى بالاتباع. "رواه الترمذي" وقال: حسن غريب, والحاكم وقال: على شرطهما، وأقرَّه الذهبي, "وقالت حفصة" أم المؤمنين: "كان يرتل السورة" يقرأها بتمهّل وترسّل؛ ليقع مع ذلك التدبر، كما أمره تعالى {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المرسل: ٤] حتى تكون أطول من أطول منها" إذا قرئت بلا ترتيل، أي: حتى يكون الزمن الذي صرفه في قراءتها أطول من الزمن الذي صرفه في قراءة الطويلة. "رواه مسلم" من طريق مالك وغيره، وهو في الموطأ, "وقال البراء" بن عازب -رضي الله تعالى عنهما": "كان" صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء والتين بالواو حكاية ولبعض الرواة بالتين والزيتون أي بهذه السورة في الركعة الأولى. ففي رواية للشيخين أيضًا عن البراء أنه -صلى الله عليه وسلم- كان في سفر، فقرأ في العشاء في إحدى