للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم أخرج النسائي أيضًا من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة بلفظ: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة".

وأخرج النسائي أيضًا من طريق عطاء، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع الناس فقال: "يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة".

واستغفاره -عليه الصلاة والسلام- تشريع لأمته، أو من ذنوبهم، وقيل غير ذلك، وتقدَّم ما ينتظم في سلك ذلك.

فإن قلت: ما كيفية استغفاره -صلى الله عليه وسلم؟

فالجواب: إنه ورد في حديث شداد بن أوس، عند البخاري رفعه: سيد الاستغفار أن يقول: "اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على


"نعم أخرج النسائي من رواية محمد بن عمرو" بفتح العين "عن أبي سلمة" بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة "بلفظ: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة".
وأخرج النسائي أيضًا من طريق عطاء بن أبي رباح "عن أبي هريرة, أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع الناس، فقال: "يا أيها الناس توبوا إلى الله, فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة" فثبت بذلك أن حديث أبي هريرة جاء بلفظ: "مائة مرة" من غير طريق الزهري، ومن طريقه بلفظ: "أكثر من سبعين"، فقوي تفسير أكثر بالمائة, "واستغفاره -عليه الصلاة والسلام- تشريع لأمته, أو من ذنوبهم".
"وقيل: غير ذلك، وتقدَّم ما ينتظم في سلك ذلك، فإن قلت: ما يفية استغفاره -عليه السلام؟ فالجواب: إنه" قد علم مما سبق أنه لم يتقيد بصفة مخصوصة، ولكن "ورد في حديث شداد بن أوس" بن ثابت الأنصاري ابن أخي حسان بن ثابت، يكنَّى أبا يعلى، مات بالشام قبل سنة ستين أو بعدها "عند البخاري" والنسائي "رفعه: سيد الاستغفار" أي: أفضله كما أشار إليه البخاري؛ حيث ترجم على هذا الحديث باب أفضل الاستغفار، ومعنى الأفضلية كما قال الحافظ: الأكثر نفعًا للمستعمل، وقال الطيبي: لما كان هذا الدعاء جامعًا لمعاني التوبة كلها استعير له اسم السيد, وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج, ويرجع إليه في الأمور, "أن يقول" العبد، ففي رواية أحمد والنسائي: إن سيد الاستغفار أن يقول العبد: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني" كذا في معظم الروايات: أنت مرة واحدة، ولبعضهم: أنت أنت مرتين, "وأنا عبدك".
قال الطيبي: يجوز أن تكون حالًا مؤكدة وأن تكون مقدرة، أي: أنا عبد لك، كقوله: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} وينصره عطف قوله: "وأنا على عهدك ووعدك" أي: ما

<<  <  ج: ص:  >  >>