للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق مجاهد عن ابن عمر, أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" في المجلس قبل أن يقوم مائة مرة. وله من رواية محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر بلفظ: إن كنَّا لنعد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المجلس "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور" مائة مرة.

ويحتمل أن يريد بقوله في حديث أبي هريرة "أكثر من سبعين مرة" المبالغة, ويحتمل أن يريد العدد بعينه، ولفظ "أكثر" مبهم، فيمكن أن يفسَّر بحديث ابن عمر المذكور، وأنه يبلغ المائة. وقد وقع في طريق أخرى عن أبي هريرة، من رواية معمر عن الزهري بلفظ: "إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" لكن خالف معمر أصحاب الزهري في ذلك.


هذا اللفظ بعينه، ويرجّح الثاني ما أخرجه النسائي بسند جيد" أي: مقبول "من طريق مجاهد عن ابن عمر، أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" في المجلس قبل أن يقوم مائة مرة. وله" أي: النسائي "من رواية محمد بن سوقة -بضم المهملة- الغنوي -بفتح المعجمة والنون الخفيفة- أبي بكر الكوفي، العابد الثقة، المرضي من رجال الجميع "عن نافع عن ابن عمر، بلفظ: إن" مخففة من الثقيلة، أي: إنا "كنَّا لنعد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المجلس: "رب اغفر لي وتب علي إنك التواب الغفور" مائة مرة".
"ويحتمل أن يريد بقوله في حديث أبي هريرة: "أكثر من سبعين مرة" المبالغة" والتكثير، فإن العرب تضع السبع والسبعين والسبعمائة موضع الكثرة، وقد قال أعرابي لمن أعطاه شيئًا: سبع الله لك الأجر، أي: كثره لك، ويدل عليه حديث البخاري مرفوعًا: "إن عبدًا أذنب ذنبًا، فقال: رب إني أذنبت ذنبًا فاغفر لي، فغفر له"، وفي آخره: "علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به, اعمل ما شئت فقد غفرت لك".
"ويحتمل أن يريد به العدد بعينه" كما قال في النهاية والمطالع: كل ما جاء في الحديث من ذكر الأسباع، قيل: هو على ظاهره وحصر عدده، وقيل: هو بمعنى التكثير, "و" لكن لفظ: "أكثر" مبهم, فيمكن أن يفسّر بحديث ابن عمر المذكور، وأنه يبلغ المائة"؛ لأن الحديث يفسر بالحديث.
"وقد وقع في طريق أخرى عن أبي هريرة من رواية معمر عن الزهري" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة "بلفظ: "إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" , لكن خالف معمر أصحاب الزهري في ذلك" فإنهم إنما قالوا: أكثر من سبعين، فرواية معمر شاذة.

<<  <  ج: ص:  >  >>