"ويحتمل أن يريد بقوله في حديث أبي هريرة: "أكثر من سبعين مرة" المبالغة" والتكثير، فإن العرب تضع السبع والسبعين والسبعمائة موضع الكثرة، وقد قال أعرابي لمن أعطاه شيئًا: سبع الله لك الأجر، أي: كثره لك، ويدل عليه حديث البخاري مرفوعًا: "إن عبدًا أذنب ذنبًا، فقال: رب إني أذنبت ذنبًا فاغفر لي، فغفر له"، وفي آخره: "علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به, اعمل ما شئت فقد غفرت لك". "ويحتمل أن يريد به العدد بعينه" كما قال في النهاية والمطالع: كل ما جاء في الحديث من ذكر الأسباع، قيل: هو على ظاهره وحصر عدده، وقيل: هو بمعنى التكثير, "و" لكن لفظ: "أكثر" مبهم, فيمكن أن يفسّر بحديث ابن عمر المذكور، وأنه يبلغ المائة"؛ لأن الحديث يفسر بالحديث. "وقد وقع في طريق أخرى عن أبي هريرة من رواية معمر عن الزهري" عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة "بلفظ: "إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" , لكن خالف معمر أصحاب الزهري في ذلك" فإنهم إنما قالوا: أكثر من سبعين، فرواية معمر شاذة.