قال القرطبي: وتلقينا هذا القيد من النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لم يمسح رجليه إلا وعليهما خفان، فبين بفعله الحال التي تغسل فيها الرجل، والحال التي تمسح فيه وهذا حسن. "وجعل البيضاوي" تبعا لطائفة "الجر على الجواز، قال: ونظيره كثير في القرآن، كقوله تعالى" {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} [هود: ٢٦] أي مؤلم، فأليم في الحقيقة صفة لعذاب، لا ليوم فجر للمجاورة. وقال في سورة هود: يوصف به العذاب وزمانه للمبالغة، كجد جده ونهارك صائم، " {وَحُورٌ عِينٌ} بالجر في قراءة حمزة والكسائي" للمجاورة لأكواب وأباريق وما بعده وإن كان عطفا على {وِلْدَانٌ} المرفوع في قوله: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ} ، وقيل: عطفا على {جَنَّاتِ} بتقدير مضاف، أي هم في جنات ومصاحبة حور، أو على أكواب؛ لأن معنى {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ، بِأَكْوَابٍ} ينعمون بأكواب، وقرأ غيرهما: {وَحُورٌ} بالرفع عطفا على {وُلْدَانٌ} ، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي وفيها، أو ولهم حور، وقرئ "بالنصب" على تقدير ويؤتون حورا، ولا شاهد فيما عدا الجوار "وقولهم" أي العرب "جحر ضب خرب" بالجر لمجاورة ضب وإن كان بالرفع صفة لحجر، إذ هو الذي وصف بخرب دون ضب، "وللنحاة باب في ذلك" يعبر عنه بعضهم بالعطف على اللفظ دون المعنى، فيكون دليلا على غسل الرجلين، إذ المراعى المعنى لا اللفظ، وإنما خفض للجوار، وهذا مذهب الأخفش وأبي عبيدة وغيرهما، وجعلوا منه أيضا قوله: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ} , بالجر، لأن النحاس الدخان، وقوله: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: ٢٢] للجوار، فالمعنى محفوظ بالخفض في لوح، وقول امرئ القيس: كبير أناس في بجاد مزمل فخفض مزمل للجوار، فالمزمل الرجل وهو مرفوع، وقال زهير: لعب الزمان بها وغيرها ... بعدي سوى في المزن والقطر قال أبو حاتم: الوجه القطر بالرفع، فجر للمجاورة "وفائدته التنبيه على أنه ينبغي أن