للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكره ابن ظفر في "ينبوع الحياة" بلفظ: إن عامر الشعبي قال: إن رجلًا من الأنصار أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والله لأنت يا رسول الله أحب إلي من نفسي ومالي وولدي وأهلي، ولولا أني آتيك فأراك لرأيت أن أموت أو قال أن سوف أموت، وبكى الأنصاري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبكاك"؟ قال: بكيت أن ذكرت أنك تموت ونموت، وترفع مع النبيين، ونكون نحن إن دخلنا الجنة دونك، فلم يحر النبي صلى الله عليه وسلم إليه، بمعنى أي: لم يرجع إليه يقول، فأنزل الله الآية.

قال: وذكر مقاتل بن سليمان مثل هذا، وقال: هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الذي رأى الأذان. وذكر أيضًا: أن عبد الله بن زيد هذا كان يعمل في جنة له فأتاه ابنه فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي فقال: اللهم أذهب بصري تى لا أرى بعد حبيبي محمدًا أحدًا، فكف بصره.


"في ينبوع الحياة" اسم تفسيره، وأسنده البيهقي "بلفظ: أن عامر" بالنصب، وإن رسم بصورة الرفع بلا ألف على لغة ربيعة، أو حذفت الألف للتخفيف، كقوله: ولا أذكر الله إلا قليلًا، ولا يختص ذلك بالضرورة خلافًا، فالزاعمة، وفي نسخة: بالألف، ولعلها اصطلاح، وإلا فالنسخ القديمة بدونها، وكذا في نسخة الشيخ الجارحي، تلميذ المصنف، وعليها خط المؤلف "الشعبي"، التابعي، فهو مرسل، "قال: إن رجلًا من الأنصار"، فهو غير ثوبان؛ لأنه ليس من الأنصار، ويأتي أنه ابن زيد "أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: والله لأنت يا رسول الله أحب إليَّ من نفسي ومالي وولدي وأهلي، ولولا أني آتيك فأراك لرأيت أن أموت، أو قال: أن سوف أموت" شك من الراوي "وبكى الانصاري فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبكاك"؟ قال: بكيت" لأجل "أن ذكرت أنك تموت" "بالتاء" أنت، "ونموت" "بالنون أوله نحن"، "وترفع" أنت "مع النبيين، ونكون نحن إذا دخلنا الجنة دونك" فتتعذر، أو تقل رؤيتنا لك، "فلم يحر" "بفتح التحتية وضم الحاء المهملة وبالراء" من حار إذا رجع "وبضم الياء وكسر الحاء" من أحار.
الجواب رده "النبي صلى الله عليه وسلم إليه، بمعنى" ومقتضى قوله: "أي: لم يرجع إليه" أنه بالضبط الأول؛ إذ هو تفسير ليحر، "يقول": تفسير لقوله، بمعنى: "فأنزل الله الآية، قال" ابن ظفر "وذكر مقاتل بن سليمان مثل هذا، وقال: هو" أي: الرجل الأنصاري، "عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري"، الخزرجي "الذي رأى الأذان" مات سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: استشهد بأحد، "وذكر" ابن ظفر "أيضًا، أن عبد الله بن زيد هذا كان يعمل في جنة" بستان "له فأتاه ابنه، فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي، فقال: اللهم أذهب بصري حتى لا أرى بعد حبيبي محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>