للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكره البغوي في تفسيره بلفظ: نزلت -أي الآية- في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه يعرف الحزن في وجهه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما غير لونك"؟ فقال يا رسول الله، ما بي من مرض ولا وجع غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، فأخاف أن لا أراك؛ لأنك ترفع مع النبيين، وأني إن دخلت الجنة في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبدًا، فنزلت هذه الآية، وكذا ذكره الواحدي في "أسباب النزول"، وعزاه الكلبي عن ثوبان.

وقال قتادة: قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يكون الحال في الجنة وأنت في الدرجات العلا ونحن أسفل منك فكيف نراك؟ فأنزل الله الآية.


الدرجات العالية في الجنة، "بتفضيله" لك على جميع خلقه، والباء للسببية "فأنزل الله الآية" المذكورة، "وذكر البغوي" محبي السنة الحسين بن مسعود، أحد الحفاظ "في تفسيره" بلا عزو، "بلفظ: نزلت، أي: الآية في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم" اشتراه وأعتقه، فلازمه حضرًا وسفرًا، وخدمه حتى مات، فتحول إلى الرملة، ثم حمص، فمات بها سنة أربع وخمسين، "وكان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه"، وعند الثعلبي: تغير وجهه، ونحل جسمه "يعرف الحزن في وجهه"، "فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غير لونك؟ فقال: يا رسول الله ما بي مرض" مطلق علة، "ولا وجع" أي: مرض مؤلم، ويقع أيضًا على كل مرض، ولا يراد هنا للمغايرة، "غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة" أي: حصل لي انقطاع بعد قلب عن الود وعدم استئناس، "حتى ألقاك" فتزول وحشتي، ثم ذكرت الآخرة" أي: فكرت في أمرها "فأخاف أن لا أراك؛ لأنك ترفع مع النبيين" في أعلى الدرجات، "وإني إن دخلت الجنة في منزلة أدنى من منزلتك" فتقل رؤيتي لك، بدليل قوله: "وإن لم أدخل الجنة لا أراك أبدًا، فنزلت هذه الآية" المذكورة.
"وكذا ذكره الواحدي في" كتاب "أسباب النزول، وعزاه الكلبي" محمد بن السائب، "عن ثوبان" الصحابي، المذكور، وذكره شيخه الثعلبي في تفسيره بلا إسناد، ولا راوٍ، "وقال قتادة" كما أسنده ابن جرير.
"قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كيف يكون الحال في الجنة، وأنت في الدرجات العلا، ونحن أسفل منك فكيف نراك، فأنزل الله الآية" المذكورة "وذكره ابن ظفر" محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>