للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله وسلامه عليه لكان ذلك بعض ما يستحق علينا.

وقد روى أبو هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده". رواه البخاري.

وقدم الوالد للأكثرية؛ لأن كل أحد له والد، من غير عكس، وفي رواية النسائي تقديم الولد على الوالد وذلك لمزيد الشفقة، وزاد في رواية عبد العزيز بن صهيب عن أسن والناس أجمعين، وفي صحيح ابن خزيمة: من أهله وماله بدل


علينا".
"وقد روى أبو هريرة أنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن" إيمانًا كاملًا "أحدكم" خطاب للحاضرين عام فيهم وفي غيرهم، بقياسهم عليهم بطريق المساواة بجامع العلة، أو تنزيلًا لهم منزلة المخاطبين، وتوجيه الكلام لجملتهم مجازًا من باب الاستعارة التمثيلية، ويؤيد عمومه رواية مسلم لا يؤمن الرجل.
وفي رواية الأصيلي: لا يؤمن أحد وزعم أن في مسلم: لا يؤمن عبد وابن حبان: لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان غلط، فإنما فيهما ذلك في حديث: حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. "حتى أكون أحب" أفعل بمعنى مفعول، وهو مع كثرته على خلاف القياس، وفصل بينه وبين معموله بقوله: "إليه" لأن الممتنع الفصل بأجنبي.
قاله الحافظ وقال المصنف: لأنه يتوسع في الظرف ما لا يتوسع في غيره "من والده" أي: أبيه، قال الحافظ: وهل تدخل الأم في لفظ والده، إن أريد به من له الولد، فيعم، أو اكتفى بذكر أحدهما كما يكتفي عن أحد الضدين بالآخر، ويكون ما ذكر على سبيل التمثيل والمراد، إلا عزة، كأنه قال: أحب إليه من أعزته "وولده" ذكرًا أو أنثى.
"رواه البخاري" من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا يؤمن، ذكره، وهو عن أبي هريرة من أفراد البخاري، ورواه هو ومسلم من حديث أنس، "وقدم الوالد للأكثرية؛ لأن كل أحد له والد من غير عكس" أو نظرًا إلى جانب التعظيم، أو لسبقه بالزمان، قاله المصنف.
"وفي رواية النسائي": لحديث أنس: "تقدم الولد على الوالد، وذلك لمزيد الشفقة"، ونطق صلى الله عليه وسلم عند كل من أبي هريرة، وأنس بما رواه عنه، فلا خلف، وليس أحدهما بالمعنى لاختلاف المخرج، وأفاد الحافظ أن الروايات لم تختلف في حديث أبي هريرة "وزاد في رواية عبد العزيز بن صهيب"، بضم المهملة وفتح الحاء وسكون التحتية وموحدة، البناني بضم الموحدة نسبة إلى بنانة: بطن من قريش التابعي، كأبيه "عن أنس" عند البخاري ومسلم: "لا يؤمن

<<  <  ج: ص:  >  >>