وأخرجه ابن عدي والبيهقي وابن الجوزي، عنه مرفوعًا، قال السخاوي: وهو باطل موقوفًا ومرفوعًا وقول ابن عدي والبيهقي، الموقوف معروف فيه تأمل ففي سندهما: من أبهم بالكذب والوضع بسياق أجل الأعمش عن مثله، وهو أنه لما ولي الحسن بن عمارة مظالم الكوفة، فقال الأعمش: ظالم ولي مظالم، فبلغ الحسن فبعث إليه بأثواب ونفقة، فقال الأعمش: مثل هذا ولي علينا يرحم صغيرها ويجود على فقيرنا ويوقر كبيرنا فقال له رجل: ما هذا قولك بالأمس، فقال: حدثني خيثمة عن ابن مسعود، فذكره موقوفًا، وأخرجه القضاعي، مرفوعًا من جهة ابن عائشة عن محمد بن عبد الرحمن القرشي، قال: كنت عند الأعمش، فقيل: إن الحسن ولي المظالم، فقال الأعمش: يا عجبًا من ظالم ولي المظالم، ما للحائك بن الحائك والمظالم، فأتيت الحسن، فأخبرته، فقال: عليَّ بمنديل وأثواب، فوجه بها إليه، فبكرت إلى الأعمش من الغاد، فأجربت ذكره، فقال: بخ بخ، هذا الحسن بن عمارة ولي العمل وما زانه، فقلت: بالأمس تقول ما قلت واليوم تقول هذا، فقال: دع عنك هذا. حدثني خيثمة عن ابن مسعود مرفوعًا به، فقد كان رحمه الله زاهدًا، ناسكًا، تاركًا للدنيا، حتى وصفه القائل بقول: ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر عنده منهم مع فقره وحاجته، وقال آخر: أنه فقير، صبور، مجانب للسلطان، ورع، عالم بالقرآن، انتهى. وفي تذكرة ابن عبد الهادي، قال مهنأ: سألت أحمد ويحيى عن هذا الحديث، فقالا: ليس له أصل وهو موضوع، "وإذا كان الإنسان يحب منحه" أي: أعطاه "في دنياه" أي: حياته في الدنيا "مرة أو مرتين معروفًا"، أي: شيئًا حسنًا، "فانيًا، منقطعًا" أي: زائلًا في زمن قليل، "أو استنقذه"، نحاه "من مهلكة" أمر مهلك، "أو مضرة" "بفتح الميم والضاد" أمر يضره ويؤذيه "لا تدوم" مدة ذلك "فما بالك بمن منحه منحا لا تبيد" بكسر الموحدة وإسكان التحتية لا تذهب وتنفذ "ولا تزول" عطف تفسير من نعيم الخلد في الجنة، "ووقاه" بالتشديد والتخفيف صانه "من العذاب الأليم"، عذاب النار "ما لا يفنى ولا يحول" عنه إلى غيره، فهذا أحق أن يحب من كل شيء يحب حتى من نفسه وماله وأهله، "وإذا كان المحب يحب غيره على" أي: لأجل "ما فيه من صورة جميلة وسيرة حميدة" كملك وقاضٍ وإن كان بعيد الدار