للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزيد، وهو أيضًا من أحكامها وموجباتها وشواهدها. والمحب الصادق لو بذل لمحبوبة جميع ما يقدر عليه لاستقله ولو ناله من محبوبه أيسر شيء لاستكثره واستعظمه.

ومنها: استكثار القليل من جنايتك، واستقلال الكثير من طاعتك، وهو قريب من الأول لكنه مخصوص بما من المحب.

ومنها: معانقة الطاعة ومباينة المخالفة، وهو لسهل بن عبد الله، وهو أيضًا حكم المحبة وموجبها.

ومنها أن تهب كلك لمن أحببت، فلا يبقى لك منك شيء، وهو لسيدنا ابي عبد الله القرشي، وهو أيضًا من موجبات المحبة وأحكامها، والمراد أن تهب


"وهو لأبي يزيد" بياء قبل الزاي، اسمه طيفور، بطاء مهملة وتحتية وفاء، ابن عيسى البسطامي، نادرة زمانه حالاً وأنفاسًا وورعًا وعلمًا وزهدًا وتقي، مات سنة إحدى وستين ومائتين عن ثلاث وسبعين سنة، "وهو أيضًا من أحكامها وموجباتها" "بفتح الجيم" "وشواهدها" الدالة عليها، "والمحب الصادق لو بذل لمحبوبه جميع ما يقدر عليه لاستقله": اعتقده قليلًا، "ولو ناله من محبوبه أيسر شيء لاستكثره واستعظمه" عدة، واعتقده كثيرًا عظيمًا، "ومنها استكثارًا لقليل من جنايتك واستقلال الكثير من طاعتك، وهو قريب من الأول" أي: ما قبله فهو أول نسي وإلا فهو ثالث "لكنه مخصوص بما من المحب "في الحالين، بخلاف ما قبله فمنه ومن المحبوب، فافترقا، "ومنها معانقة الطاعة" أي: التزام المحب طاعة محبوبه، بحيث يفعل كل ما أمره به، أو فهم أنه يريرده وإن لم يأمره، "ومباينة المخالفة" بأن لا يخالفه في شيء أراده منه، ولا يفعل شيئًا نهاه عنه، وهذا المعنى لازم لالتزام الطاعة، فذكره أيضًا "وهو لسهل بن عبد الله" التستري الولي الذي لم يسمح الدهر بمثله، له كرامات وتصانيف، مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين عن ثلاث وثمانين سنة "وهو إيضاحكم المحبة، وموجبها" لا حد لها حقيقي، "ومنها أن تهب كلك لمن أحببت، فلا يبقى لك منه شيء" وعليه أنشد:
تملك بعض حبك كل قلبي ... فإن ترد الزيادة هات قلبًا
"وهو لسيدنا أبي عبد الله" محمد بن أحمد بن إبراهيم "القرشي" من أعيان مشايخ المغرب ومصر، لقي نحو ستمائة شيخ، وجد واجتهد وأخذ عنه كثيرون، منهم البوني، وله كرامات كثيرة، مات ببيت المقدس سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وقيل غير ذلك، ودفن به، ثم دفن بجانبه ابن رسلان، وجربت استجاب الدعاء بين قبريهما، "وهو أيضًا من موجبات المحبة،

<<  <  ج: ص:  >  >>