للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقراءتان كالآيتين، فتضمنت إحداهما -وهي قراءة الضاد- تنزهه عن البخل، فإن الضنين: البخيل، يقال: ضننت به أضن، بوزن: بخلت به أبخل ومعناه، وقال ابن عباس: ليس ببخيل بما أنزل الله، وقال مجاهد: لا يضن عليهم بما يعلم.

وأجمع المفسرون على أن الغيب ههنا: القرآن بالوحي.

قال الفراء: يقول تعالى: يأتيه غيب من السماء وهو منفوس فيه، فلا يضن به عليكم.

وهذا معنى حسن جدًا، فإن عادة النفوس الشح بالشيء النفيس، ولا سيما عمن لا يعرف قدره، ومع هذا فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يبخل عليكم بالوحي الذي هو أنفس شيء وأجله.

وقال أبو علي الفارسي: المعنى يأتيه الغيب فيبينه ويخبر به ويظهره ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ما عنده ويخفيه حتى يأخذ عليه حلوانًا.


إذا لو فرض زيادة أو نقص أو كتم ما حصل المقصود، "والقراءتان كالآيتين، فتضمنت أحداهما، وهي قراءة الضاد" قراءة نافع وعاصم وحمزة وابن عامر، "تنزهه عن البخل، فإن الضنين البخيل، يقال: ضننت به أضن" "بفتح الضاد"، "بوزن بخلت به أبخل، ومعناه" عطف على بوزن فبابه فرح.
زاد المصباح: وفي لغة من باب ضرب، "وقال ابن عباس: ليس ببخيل بما أنزل الله" بل يبلغه، "وقال مجاهد: لا يضن عليهم بما يعلم"، وهو قريب من تفسير ابن عباس، أو أعم إن خص ما أنزل بالقرآن، "وأجمع المفسرون على أن الغيب ههنا القرآن بالوحي".
"قال الفراء": يحيى بن زياد بن عبد الله الأسدي، أبو زكريا الكوفي، نزيل بغداد النحوي المشهور. ومات سنة سبع ومائتين، قيل له الفراء؛ لأنه كان يفري الكلام، وهو صدوق في الحديث، علق عنه البخاري، "يقول تعالى: "يأتيه غيب من السماء وهو منفوس" أي: مرغوب "فيه، فلا يضن" "بفتح الضاد وتكسر"، لا يبخل "به عليكم، وهذا معنى حسن جدًا، فإن عادة النفوس الشح بالشيء النفيس، ولا سيما عمن لا يعرف قدره، ومع هذا فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يبخل عليكم بالوحي، الذي هو أنفس شيء وأجله".
"وقال أبو علي" الحسن بن أحمد "الفارسي" الإمام المشهور، المتوفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة: "المعنى: يأتيه الغيب فيبينه ويخبر به، ويظهره ولا يكتمه، كما يكتم الكاهن ما عنده ويخفيه، حتى يأخذه عليه حلوانًا" بضم فسكون عطاء اسم من حلوته أحلوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>