وأظهر الأقوال: -كما قاله ابن القيم- أنها النجوم التي ترمى بها الشياطين، ويكون سبحانه قد أقسم بهذه الآية الظاهرة المشاهدة التي نصبها الله تعالى آية وحفظًا للوحي من استراق الشياطين، على أن ما أتى به رسوله حق وصدق لا سبيل للشيطان ولا طريق له إليه، بل قد حرس بالنجم إذا هوى رصدًا بين يدي الوحي، حرسًا له، وعلى هذا فالارتباط بين المقسم به والمقسم عليه في غاية الظهور، وفي المقسم به دليل على المقسم عليه.
وليس بالبين تسمية القرآن عند نزوله: بالنجم إذا هوى، ولا تسمية نزوله هويًا، ولا عهد في القرآن بذلك، فيحمل هذا اللفظ عليه.
لما هدى إليه من فرض الصلاة تلك الليلة، وقد علمت منزلة الصلاة من الدين، ومنها أنه أضاء في السماء والأرض، ومنها التشبيه بسرعة السير، ومنها أنه كان ليلًا، وهو وقت ظهور النجم، فهو لا يخفي على ذي بصر، وأما أرباب البصائر، فلا يمترون، كالصديق رضي الله عنه، وعن جعفر أيضًا أنه قلب محمد صلى الله عليه وسلم، كما في الشفاء، أي: لإشراقه بالأنوار الإلهية، وهو منبعها ومنبع الهداية، وإن كان فيه خفاء، وأبعد منه أنه الصحابة، لحديث: أصحابي كالنجوم، حكاه التجاني، وهو يهم موتهم، "وأظهر الأقوال، كما قاله ابن القيم؛ أنها النجوم التي ترمى بها الشياطين"؛ لأنها تبعد الشياطين عن أهل السماء، والأنبياء يبعدون الشياطين عن أهل الأرض، فناب أن يقسم برجمها عند البعثة، "ويكون سبحانه قد أقسم بهذه الآية، الظاهرة، المشاهدة" بالبصر، "التي نصبها الله تعالى آية وحفظًا للوحي من استراق الشياطين" السمع، فيزيدون فيه، فيكون ما زادوه باطلًا، "على أن ما أتى به رسوله حق وصدق، لا سبيل للشيطان ولا طريق له إليه" "عطف متساوٍ"، "بل قد حرس بالنجم إذا هوى رصدًا" أي: رصدًا له "بين يدي الوحي" يمنعهم عن استماعه "حرسًا له" منهم عطف تفسير لرصدًا، "وعلى هذا، فالارتباط بين المقسم به والمقسم عليه في غاية الظهور"؛ لأن المقسم به هو النجم الذي قصد بسقوطه حفظ الوحي، والمقسم عليه هو نفس الوحي، "وفي المقسم به دليل على المقسم عليه" فإن النجوم التي ترمى بها الشياطين آيات من آيات الله، يحفظ بها دينه ووحيه وآياته المنزلة على رسوله، بها ظهر دينه وشرعه، وأسماؤه وصفاته، وجعلت هذا النجوم المشاهدة حرسًا لهذه النجوم الهاوية، هذا أسقطه من ابن القيم قبل قوله مبينًا لخفاء ما عدا القول الذي استظهره، "وليس بالبين تسمية القرآن عند نزوله بالنجم إذا هوى، ولا تسمية نزوله هويًا" "بضم الهاء وفتحها"، "ولا عهد في القرآن بذلك" أي: تسميته بالنجم، "فيحمل" بالنصب "هذا اللفظ