للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف المفسرون في المراد بالنجم بأقاويل معروفة.

منها: "النجم" على ظاهره، وتكون "أل" لتعريف العهد في قول، ولتعريف الجنس في آخر، وهي النجوم التي يهتدي بها. فقيل: الثريا إذا سقطت وغابت، وهو مروي عن ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة وعطية. والعرب إذا أطلقت النجم تريد بها الثريا. وعن ابن عباس في رواية عكرمة: النجوم التي ترمى بها


الضلال كالعدم، والغواية كالوجود الفاسد في الدرجة والمرتبة، ويحتمل أن معنى ما ضل ما جن، فإن المجنون ضال، وعلى هذا، فهو كقوله: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} ، وقيل: معنى ما غوى: ما خاب لما طلب، قال:
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
أي: من خاب في طلبه لامه الناس، فيجوز أن هذا إخبار عما بعد الوحي، وأن يكون إخبارا عن أحواله على التعميم، أي: كان أبدا موحدا لله تعالى، وهو الصحيح.
"واختلف المفسرون في المراد بالنجم بأقاويل معروفة": جمع أقوال، جمع قول، فهو جمع الجمع، عبر به للدلالة على كثرتها، والباء متعلقة بالمفسرين، أو بمقدر من جنسه؛ لأنه يقال: فسره بكذا، فيتعدى بالباء، وهو وإن كان بعيدا أظهر من تقدير اختلافا مصحوبا بأقاويل "منها النجم على ظاهره" سمي الكوكب نجما لطلوعه، وكل طالع نجم، يقال: نجم السن والقرن والنبت، إذا طلع قاله ابن عادل والقرطبي، وزاد: ونجم فلان ببلد كذا.
إذا خرج على السلطان، "وتكون أل لتعريف العهد في قول": والمعهود الثريا أو غيرها كما يأتي "ولتعريف الجنس في آخر، وهي النجوم التي يهتدى بها" في ظلمات البر والبحر، وإلى هذا ذهب أبو عبيدة، قائلا: بأنه من إطلاق الواحد على الجمع، ونقله ابن عطية والماوردي عن الحسن، وقاله غيرهما عن مجاهد، وبه رد قول ابن جرير، هذا التأويل له وجه، ولكن لا أعلم أحدا من أهل التأويل قاله، "فقيل: الثريا" بالمثلثة تفريع على أن أل للعهد، "إذا سقطت وغابت" تفسير لهوى، وهويها مغيبها، وهو مروي عنابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة" سالم مولى بني العباس، سكن حمص، وأرسل عن ابن عباس، ولم يره، صدوق، قد يخطئ، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، "وعطية" بن سعد العوفي، الكوفي، صدوق، يخطئ كثيرا، وكان شيعيا مدلسا، مات سنة إحدى عشرة ومائة، و"العرب إذا أطلقت النجم تريد بها الثريا"، قال الشاعر:
طلع النجم عشاء ... فابتغى الراعي الكساء
وفي الحديث: "ما طلع نجم قط، وفي الأرض من العاهة شيء إلا ارتفع"، رواه أحمد وأورد

<<  <  ج: ص:  >  >>