للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: يحتمل أن يكون عليه السلام عاين كل واحد منهم في قبر في الأرض على الصورة التي أخبر بها من الموضع الذي ذكر أنه عاينه فيه، فيكون الله عز وجل قد أعطاه من القوة في البصرة، والبصيرة ما أدرك به ذلك، ويشهد له رؤيته عليه الصلاة والسلام رآهما من ذلك الموضع، أو مثل له صورتهما في عرض الحائط، والقدرة صالحة لكليهما.

وقيل: يحتمل أن يكون الله سبحانه وتعالى لما أراد بإسراء نبينا، رفعهم من قبورهم لتلك المواضع إكرامًا لنبيه عليه السلام وتعظيمًا له حتى يحصل له من قبلهم ما أشرنا إليه من الأنس والبشارة وغير ذلك مما لم نشر إليه ولا نعلمه نحن.


"وقيل": أي: قال ابن أبي جمرة رؤيته لهؤلاء الأنبياء "يحتمل" وجوها: أحدها: أنه يحتمل "أن يكون عليه السلام عاين كل واحد منهم في قبر الأرض على الصورة التي أخبر بها من الموضع الذي ذكر أنه عاينه فيه، فيكون الله عز وجل قد أعطاه من القوة في البصر والبصيرة ما أدراك به ذلك"، لكن قد يبعده، فإذا فيها آدم إلخ ... لا سيما قوله: "فإذا أنا بإبراهيم مسندًا ظهره إلى البيت المعمور"، فإن الأصل الحقيقة، وكون المعنى، فإذا في وجودي في السماء عاينت آدم في قبره، ثم يقال مثله في البقية، مجاز بعيد جدًا بلا داعية، وكيف يقال: عاينت وأنا في السماء السابعة إبراهيم في قبره، وهو مسنده ظهره إلى البيت المعمور.
"ويشهد له رؤيته عليه الصلاة والسلام الجنة والنار في عرض الحائط": "بضم العين وإسكان الراء" جانبه وناحيته، "وهو محتمل أن يكون عليه الصلاة والسلام رآهما في ذلك الموضع" حقيقة، بأن كشف له عنهما، وأزيلت الحجب التي بينه وبينهما.
قال ابن أبي جمرة: كما يقال: رأيت الهلال من منزلي من الطاق، والمراد من موضع الطاق، "أو مثل له صورتهما في عرض الحائط، والقدرة صالحة لكليهما"، لكن هذان الاحتمالان ظاهران في ذا الحديث، وإجراء مثلهما في حديث المعراج لا يظهر لبعده.
"وقيل": أي: قاب ابن أبي جمرة أيضًا، "يحتمل" أن يكون -صلى الله عليه وسلم- عاين أرواحهم هناك في صورهم، "وأن يكون الله سبحانه وتعالى لما أراد بإسراء نبينا رفعهم من قبورهم لتلك المواضع إكرامًا لنبيه عليه السلام، وتعظيمًا له حتى يحصل له من قبلهم" بكسر ففتح، جهتهم، "ما أشرنا إليه من الإنس والبشارة وغير ذلك، مما لم نشر إليه ولا نعلمه نحن"،

<<  <  ج: ص:  >  >>