للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعْضَهُمْ دَرَجَات} [البقرة: ٢٥٣] فحصل لهم الكمال والدرجة الرفيعة وهي درجة الرسالة، والنبوة، ورفعوا بعضهم فوق بعض بمقتضى الحكمة ترفيعًا للمرفوع دون تنقيص بالمنزول، انتهى فليتأمل.

وقد اختلف في رؤية نبينا -صلى الله عليه وسلم- لهؤلاء الأنبياء عليهم السلام، فحمله بعضهم على رؤية أرواحهم إلا عيسى، لما ثبت أنه رفع بجسده، وقد قيل في إدريس أيضًا ذلك.

وأما الذين صلوا معه في بيت المقدس، فيحتمل الأرواح خاصة، ويحتمل: الأجساد بأرواحها.


به، وتفضيل أمته على سائر الأمم، والمعجزات المتكاثرة، والخصائص العديدة، "فحصل لهم الكمال والدرجة الرفيعة، وهي درجة الرسالة والنبورة، ورفعوا بعضهم فوق بعض بمقتضى الحكمة" الإلهية، "ترفيعًا للمرفوع دون تنقيص بالمنزول"، وفي نسخة: للمنزول بلام بدل الموحدة، أي: النازل عن غيرة في الفضل "انتهى، فليتأمل".
"وقد اختلف في" صفة "رؤية نبينا -صلى الله عليه وسلم- لهؤلاء الأنبياء عليهم السلام" في السماوات ولهم ولغيرهم في بيت المقدس، مع أن أجسادهم مستقرة في قبورهم بالأرض، "فحمله بعضهم على رؤية أرواحهم" متشكلة بصور أجسادهم، "إلا عيسى لما ثبت أنه رفع بجسده"، سواء قلنا رفع حيا عند الأكثرين، أو بعد أن توفي على ظاهر: {إِنِّي مُتَوَفِّيك} ، للاتفاق على رفعه بجسده.
"وقد قيل في إدريس أيضًا ذلك"، أي: رفع بجسده حيًا، ثم مات أم لا على قولين تقدمًا، "وأما الذين صلوا معه في بيت المقدس، فيحتمل الأرواح خاصة"، دون الأجساد ويؤيده حديث أبي هريرة عند الحاكم والبيهقي، فلقي أرواح الأنبياء وفي دليل على تشكل الأرواح بصور أجسادها في عالم الله، "ويحتمل الأجساد بأرواحها"، بأن يكون أسرى بأجسادهم من قبورهم لملاقاة النبي -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة تشريفًا وتكريمًا، ويؤيده حديث أنس عند البيهقي، وبعث له آدم، فمن دون من الأنبياء، فأمهم.
وعند البزار والطبراني: فنشر لي الأنبياء من سمى الله تعالى، ومن لم يسم، فصليت بهم.
قال الحافظ: واختاره بعض شيوخنا، واحتج بما في مسلم، مرفوعًا: "رأيت مسوى ليلة أسرى بي قائمًا يصلي في قبره". فدل على أنه أسري به لما مر به، وقلت، وليس ذلك بلازم، بل يجوز أن لروحه اتصالًا بجسده في الأرض، ولذلك تمكن من الصلاة فيها، وروحه مستقرة في السماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>