"وإنما كان موسى في السادسة، لأجل ما اختص به من الفضائل؛ ولأنه الكليم، وهو أكثر الأنبياء اتباعًا بعد نبينا -صلى الله عليه وسلم"، فكان فهيا للإشعار بالقرب. "وإنما كان إبراهيم عليه الصلاة والسلام في السماء السابعة؛ لأنه الخليل والأب الأخير" للمصطفى، "فناسب أن يتجدد للنبي عليه السلام بلقياه أنس لتوجهه بعده إلى عالم آخر، وهو اختراق الحجب"، كما أنس بأبيه آدم في أول عالم السماوات، ثم في وسطها بأبيه إدريس؛ لأن الرابعة من السبع وسط معتدل، "وأيضًا؛ لأنه الخليل، ولا أحد أفضل من الخليل إلا الحبيب، والحبيب ها هو قد علا ذلك المقام، فكان الخليل فوق الكل، لأجل خلته وفضله، وارتفع الحبيب فوق الكل، لأجل ما اختص مما زاد به عليهم"، وما أحسن اختصار الحافظ لهذا بقوله، وأيضًا، فمنزلة الخليل تقتضي أن تكون أرفع المنازل، ومنزلة الحبيب أرفع من منزلته، فلذلك ارتفع عن منزلة إبراهيم إلى قاب قوسين، أو أدنى. "قال الله تعالى: " {تِلْك} " مبتدأ " {الرُّسُل} " صفة، والخبر " {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} " بتخصيصه بمنقبة ليست لغيره، " {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّه} " كموسى، " {وَرَفَعَ بَعْضَهُم} " أي: محمدًا " {دَرَجَات} " [البقرة: ٢٥٣] "، على غيره بعموم الدعوة، وختم النبوة