للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شطر الحسن.

وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، وأبي هريرة عند الطبري: "فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله: قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب".

وهذا ظاهره أن يوسف عليه السلام كان أحسن من جميع الناس، لكن روى


بينه في الفتح، وإليه أشار البخاري، وقد قدمته، وآخر روي بالرفع بتقدير ذلك آخر، والنصب على الظرف.
قال عياض: والرفع أجود، قال الحافظ: واستدل به على أن الملائكة أكثر المخلوقات؛ لأنه لا يعرف من جميع العوالم من يتحدد من جنسه في كل يوم سبعون ألفًا، غير ما ثبت من الملائكة في هذا الخبر. انتهى.
ويأتي مزيد لهذا في المصنف، وسئل علي عنه، فقال: "بيت في السماء السابعة بحيال البيت، حرمته كحرمة هذا في الأرض، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه"، أخرجه ابن راهويه، وحكمه الرفع، إذ لا يقال رأيا.
"وفيه"، أي: حديث ثابت، المذكور عن أنس: ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة، فذكر مثل الأول، "ففتح لنا"، "فإذا أنا بيوسف، وإذا هو قد أعطى شطر الحسن"، أي: نصفه، والناس كلهم بعده شركاء في النصف الآخر، هذا ظاهر ببادي الرأي، لكن الحقيقة والمراد منه أنه أوتي شطر الحسن الذي أوتي المصطفى جملته، قاله ابن المنير.
وقال بعض شراح المصابيح: المراد بالشطر البعض؛ لأن الشطر، كما يراد به نصف الشيء قد يراد به بعضه مطلقًا.
قال الطيبي: وقد يراد به الجهة أيضًا، نحو: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام} [البقرة: ١٥٠] ، أي: جهة من الحسن، ومسحة منه، كما يقال على وجهه مسحة ملك، ومسحة جمال، أي: ظاهر، ولا يقال ذلك إلا يقال ذلك إلا في المدح.
"وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي، وأبي هريرة عند الطبري" محمد بن جرير: "فإذا أنا برجل"، يعني يوسف، "أحسن ما خلق الله، قد فضل"، زاد، "الناس بالحسن، كالقمر ليلة البدر"، أربعة عشر، وهو أعلى ما يكون البدر "على سائر الكواكب، وهذا ظاهره؛ أن يوسف عليه السلام، كان أحسن من جميع الناس، لكن" هذا الظاهر ليس بمراد، إذ لا نزاع أن المصطفى أحسن منه.
وقد "روى الترمذي من حديث أنس: "ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه، حسن الصوت،

<<  <  ج: ص:  >  >>