للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وقع في حديث أبي هريرة عند الطبري في ذكر إبراهيم: "فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسي".

وفي رواية مسلم من حديث ثابت عن أنس: ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فإذا بإبراهيم مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذ هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه، إلى يوم القيامة وفيه، فإذا أنا بيوسف، وإذا هو قد أعطي


عن جميع ما وقع له حتى فارقه النبي -صلى الله عليه وسلم- أدبًا معه وحسن عشرة، فلما فارقه بكى، وقال ما قال. انتهى.
"وقد وقع في حديث أبي هريرة عند الطبري" محمد بن جرير، "في ذكر إبراهيم"، فإذا هو برجل أشمط"، أي: أبيض الرأس يخالط سواده، "جالس عند باب الجنة على كرسي"، وفي حديث أبي سعيد: "فإذا بإبراهيم خليل الرحمن مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، كأحسن الرجال".
"وفي رواية مسلم من حديث ثابت" البناني، "عن أنس، ثم عرج" بالبناء للفاعل وضمير، "بنا" للمصطفى، وجبريل، ويجوز بناؤه للمفعول، "إلى السماء السابعة، فإذا إبراهيم مسندًا ظهره إلى البيت المعمور".
قال أبو عبيدة: معنى المعمور: الكثير الغاشية، ويقال له الضراح "بضم المعجمة"، واهمًا لها غلط بين، كما في ربيع الأبرار، سمي به؛ لأنه ضرح عن الأرض، أي: بعد.
قال الحافظ: فيه جواز الاستناد إلى القبلة بالظهر وبغيره؛ لأن البيت المعمور كالكعبة في أنه قبلة من كلة جهة، وقد أسند إبراهيم ظهره إليه. انتهى.
وقال التلمساني قيل: فيه دلالة على أن الأفضل في غيره الصلاة إسناد الظهر للقبلة، وقيل: الأفضل استقبالها، ولعل إبراهيم أسند ظهره ليتوجه للمصطفى ويخاطبه. انتهى.
وقد يقال: إنما دل على الجواز لا على أنه أفضل، كيف وفي الحديث: "أشرف المجالس ما استقبل به القبلة" رواه الطبراني.
"وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك"، للعبادة، "ثم لا يعودن إليه"؛ لأن حجة مرة، كفرض الحج علينا، أو لإشغال غير دخوله، هذا في مسلم، وزاد ابن إسحاق من حديث أبي سعيد إلى يوم القيامة، هكذاب بينه في الفتح، فما أوهمه قوله: "إلى يوم القيامة" من أنه في رواية مسلم خطأ نشأ عن سقط، ثم وجدت في نسخ صحيحة عدمها، ووقعت هذه الزيادة عند البخاري في بدء الخلق، مضمومة إلى رواية قتادة عن أنس، عن مالك بن صعصعة، بلفظ: "إذا خرجوا لم يعودوا آخر ما عليهم"، وهي مدرجة من رواية قتادة عن الحسن، عن أبي هريرة، كما

<<  <  ج: ص:  >  >>