قال ابن المنير: فإذا عرضت الآيتين على العقول حق العرض، سمت آية السماء على آية الأرض، "وقال ابن المنير" في معراجه: "وذكر ابن حبيب" محمد الأخباري: "أن بين السماء والأرض بحرًا يسمى المكفوف، تكون بحار الأرض بالنسبة إليه كالقطرة من البحر المحيط" بالدنيا، وهو الملح. "قال" ابن المنير: "فعلى هذا" الذي ذكره ابن حبيب، إن صح "يكون ذلك البحر انفلق لنبينا صلى الله عليه وسلم حتى جاوزه" أي: قطعه وفارقه، "يعني: ليلة الإسراء" ومقتضى انفلق؛ أنه صار فرقتين، كما افترق لموسى فرقًا بينهما مسالك، "قال: وهو أعظم من انفلاق البحر لموسى عليه الصلاة والسلام" لأن بحار الأرض قد يقع فيها زوال الماء في مواضع منها، بحيث تصير فرقًا يمشي في الأرض التي بينها والبحر بين السماء والأرض، لا مقر له من الأرض حتى يسلك فيه، بل هو على صفة الله أعلم بها. "ومما أعطيه موسى عليه الصلاة والسلام إجابة دعائه" في نحو قوله: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي} الآية، قال الله تعالى: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} , {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} الآية، "أعطي نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك" إجابة دعائه "ما لا يحصى، ومما أعطيه موسى عليه