للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحروف القرآن ونحو ذلك والله أعلم.

وأنت إذا تأمَّلت معجزاته وباهر آياته وكراماته -عليه السلام, وجدتها شاملة للعلوي والسفلي، والصامت والناطق، والساكن والمتحرك، والمائع والجامد، والسابق واللاحق، والغائب والحاضر، والباطن والظاهر، والعاجل والآجل, إلى غير ذلك مما لو أعيد لطال، كالرمي بالشهب الثواقب، ومنع الشياطين من استراق السمع في الغياهب، وتسليم الحجر والشجر عليه، وشهادتها له بالرسالة بين يديه, ومخاطبتها له بالسيادة، وحنين الجذع، ونبع الماء من كفِّه في الميضأة والتور والمزادة, وانشقاق القمر، ورد العين من العور، ونطق البعير والذئب..........................................


نكاح المتعة، "وحروف القرآن" أي: قراءته المتعددة؛ إذ كل وجه من القراءة يطلق عليه حرف، كما صحَّ أن عمر أنكر على هشام بن حكيم قراءة قرأ بها في سورة الفرقان لم يسمعها, فجاء به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم، وقال: سمعته يقرأ بغير ما أقرأتينه، فقال: "اقرأ يا هشام" فقال: "هكذا أنزلت" ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأ فقال: "هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه" , وهذا كثير، "ونحو ذلك" مما يتوقف على النقل ولا يقال بالرأي، والله أعلم".
"وأنت إذا تأمَّلت معجزاته، وباهر:" غالب "آياته" من إضافة الصفة للموصوف، "وكراماته -عليه السلام, وجدتها شاملة للعلوي والسفلي، والصامت والناطق، والساكن والمتحرك، والمانع والجامد، والسابق" على وجوده إكرامًا له، ويسمَّى إرهاصًا، "واللاحق، والغائب والحاضر، والباطن والظاهر، والعاجل والآجل، إلى غير ذلك مما لو أعيد" كذا في النسخ، والأولى: مما لو عدّ "لطال"؛ إذ الإعادة ذكر الشيء مرة بعد أخرى، وليس المراد هنا، بل المراد: لو شرع في عدِّها لعجز عن استيعاب إفرادها وضبطها، "كالرمي بالشهب" جمع شهاب: الكواكب المضيئة" الثواقب" التي تثقب مسترق السمع، أو تحرقه أو تخبله" "ومنع الشياطين من استراق السمع في الغياهب، جمع غيهب، وهو الظلمة، وتسليم الحجر والشجر عليه, وشهادتها له بالرسالة بين يديه, ومخاطبتها له بالسيادة، وحنين الجذع" لفراقه، "ونبع الماء من كفه في الميضأة" بكسر الميم والقصر، وقد تمد المطهرة، وزنها مفعلة ومفعال، وميمها زائدة ليست منها، "والتور" بفوقية، مجرور بالعطف: إناء معروف، "والمزادة" بفتح الميم، شطر الرواية، والقياس كسرها؛ لأنها آلة يستقي بها الماء وجمعها مزايد، وربما قيل: مزاد بغيرها وكما في المصباح.
"وانشقاق القمر، وردّ العين من العور" بل وبعد السقوط، "ونطق البعير والذئب

<<  <  ج: ص:  >  >>