للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن ما ذكر فيمن يدعي الرسالة, وهذا يدعي الربوبية.

وقد قام الدليل العقلي على أن بعثة بعض الخلق غير مستحيلة، فلم يبعد أن يقيم الله الأدلة على صدق مخلوق أتى عنه بالشرع والملة، ودلت القواطع على كذب المسيح الدجال فيما يدَّعيه للتغير من حال إلى حال، وغير ذلك من الأوصاف التي تليق بالمحدثات ويتعالى عنها رب البريات {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] .

فإن قلت: أي الاسمين أحق وأولى بما أتت به الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام، هل لفظ "المعجزة" أو لفظ "الآية" أو "الدليل"؟

فالجواب: إن كبار الأئمة يسمون معجزات الأنبياء: دلائل النبوة، وآيات النبوة، ولم يرد أيضًا في القرآن لفظ "المعجزة", بل ولا في السنة أيضًا، وإنما فيهما لفظ


لأن ما ذكر فيمن يدَّعي الرسالة، وهذا" الدجال "يدَّعي الربوبية، وقد قام الدليل العقلي على أن بعثة بعض الخلق غير مستحيلة" كما قام على استحالة إله غير الله، "فلم يبعد أن يقيم الله الأدلة على صدق مخلوق أتى عنه بالشرع والملة، ودلَّت القواطع على كذب المسيح الدجال فيما يدَّعيه للتغير من حال إلى حال، وغير ذلك من الأوصاف التي تليق بالمحدثات ويتعالى عنها رب البريات.
وقد قال -صلى الله عليه وسلم: "إني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي، إنه يبدأ، فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي، ثم يثني، فيقول: أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب".
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الكاف زائدة، لأنه تعالى لا مثل له {وَهُوَ السَّمِيعُ} لما يقال، {الْبَصِيرُ} ، بما يفعل، "فإن قلت: أي: الإسمين أحق وأَوْلَى" عطف علة على معلول، أي: أحق لأولويته أو تفسيري، "بما أتت به الأنبياء -عليهم الصلاة والسلا، هل لفظ المعجزة، أو لفظ الآية، أو الدليل" بدل مفصل من مجمل، فالسؤال عن أمرين فقط معجزة, ومقابلها من الآية أو الدليل، بدليل ذكره لفظ مرة ثانية فقط، فالثاني أحد دائر بين اثنين، وبدليل: إن الجواب باختيار الشق الثاني بفرديه، فلا يرد عليه أن تعبيره بالاسمين لا يصح، لأن المذكور ثلاثة.
"فالجواب: إن كبار الأئمة يسمون المعجزات الأنبياء دلائل النبوة وآيات النبوة, ولم يرد أيضًا في القرآن لفظ المعجزة، بل ولا في السنة أيضًا، وإنما فيهما لفظ

<<  <  ج: ص:  >  >>