للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها من الماء.

فمتى اختلَّ شرط من هذه لم تكن معجزة.

ولا يقال: قضية ما قلتم: أن ما توفرت فيه الشروط الأربعة من المعجزات لا يظهر إلّا على أيدي الصادقين، وليس كذلك، لأنَّ المسيح الدجال يظهر على يديه من الآيات العظام ما هو مشهور، كما وردت به الأخبار الصحَّاح،..........................


فيها من الماء، فمتى اختلَّ شرط من هذه" الحالة التي أريد تسميتها معجزة "لم تكن معجزة", بل تارة كرامة، وتارة إهانة, وغير ذلك، "ولا يقال: قضية، ما قلتم: أن ما توفرت فيه الشروط الأربعة من المعجزات لا يظهر إلّا على أيدي الصادقين، وهم النبيون، "وليس كذلك؛ لأن المسيح" بفتح الميم، وكسر المهملة الخفيفة، آخره حاء مهملة يطلق على الدجال، وعلى عيسى -عليه السلام, لكن إذا أريد الدجال قيد، كما قال "الدجال", وقيل: هو بالتخفيف عيسى، والتشديد الدجال، وقيل: هو بالتشديد لهما، وعلى الأول: يسمَّى الدجال لمسحه الأرض، أو لأنه ممسوح العين، أو لأنَّ أحد شقي وجهه خلق ممسوحًا لا عين فيه ولا حاجب، وسمي به عيسى لمسحه الأرض بالسياحة، أو لأنَّ رجله كانت لا أخمص لها، أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، أو لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، أو هو بالعبرانية: الصديق. أقوال مبسوطة في شروح البخاري وغيره.
"يظهر على يديه من الآيات العظام ما هو مشهور، كما وردت به الأخبار الصحاح" كما قال -صلى الله عليه وسلم: "إن من فتنته أنَّ معه جنة ونارًا، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلي بناره، فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف، فتكون بردًا وسلامًا، كما كانت على إبراهيم، وإنَّ من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، فتشهد أني ربك، فيقول: نعم، فيتمثّل له شيطان صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه، فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة، فيقتلها، ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين، ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه، ثم يزعم أن له ربًا غيري، فيبعثه الله، ويقول له الخبيث: من ربك، فيقول: ربي الله، وأنت عدو الله, أنت الدجال, والله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم، وإن من فتنته أن يأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، وإن من فتنته أن يمر بالحيّ فيكذبونه، فلا يبقي لهم سائمة إلا ملكت، وإن من فتنته أن يمر بالحيّ فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر، ويأمر الأرض أن تنبت، فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت، وأعظمه وأمده خواصر، وأدره ضروعا". رواه ابن ماجه، وابن خزيمة، والحاكم في حديث طويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>