وقال البيضاوي: أي: فيمحقه، وإنما استعار لذلك القذف، وهو الرمي البعيد المستلزم لصلابة المرمي، والدمغ الذي هو كسر الدماغ؛ بحيث تشق غشاءه الذي يؤدي إلى زهوق الروح تصويرًا لإبطاله، ومبالغة فيه "قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا} الآية، أي كفار مكة، {بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} الآية: أي غاية اجتهادهم فيها، {لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ} الآية، مما اقترحوا، {لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ} الآية، ينزله كيف يشاء، {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} الآية، يدريكم بإيمانهم، أي: أنتم لا تدرون {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} الآية، لما سبق في علمي، وفي قراءة بالتاء خطابًا للكفار، وفي أخرى، بفتح أن، بمعنى: لعل، أو معمولة لما قبلها. وقال تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ} الآية، التي اقترحها أهل مكة {إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} الآية، لما أرسلناهم فأهلكناهم, ولو أرسلناها إلى هؤلاء لكذبوا بها واستحقوا الإهلاك، وقد حكمنا بإمهالهم لإتمام أمر محمد -صلى الله عليه وسلم، والمنع هنا مجاز عن الترك، أي: وما سبب ترك الإرسال إلا تكذيب الأولين، وإلّا فالله تعالى لا يمنعه عن مراده مانع، "فسمَّى الله تلك المعجزات المطلوبة من الأنبياء آيات، ولم يشترط تحديًا من غيره، فصحَّ أن اشتراط التحدي باطل محض" خالص، "انتهى ملخصًا من تفسير الشيخ أبي أمامة بن النقاش،