للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: فأف لقول لا يبقي من الآيات ما يسمى معجزة إلا هذين الشيئين، ويلقي معجزات كالبحر المتقاذف بالأموج، ومن قال: إن هذه ليست معجزات ولا آيات فهو إلى الكفر أقرب منه إلى البدعة.

قالوا: وقد كان -عليه الصلاة والسلام- يقول عند ورود آية من هذه الآيات: "أشهد أني رسول الله"، كما قال ذلك عند تحققهم مصداق قوله في الإخبار عن الذي أنكأ في المشركين قتلًا في المعركة: إنه من أهل النار،.................................................


البيضاوي مرفوعًا، بلفظ: "لو تمنَّوا الموت لغص كل إنسان بريقه، فمات مكانه، وما بقي يهودي على وجه الأرض" , وأشار محشيه إلى أنه لم يرد بهذا اللفظ. "قالوا: فأف" بفتح الفاء وكسرها منونًا وغير منون، بمعنى: تبًّا وقبحًا "لقول لا يبقي من الآيات ما يسمَّى معجزة إلّا هذين الشيئين، ويلقي" بالق: يطرح، "معجزات كالبحر المتقاذف بالأمواج، ومن قال: إن هذه ليست معجزات ولا آيات، فهو إلى الكفر أقرب منه إلى البدعة", لكن لم يقل بذلك أحد، وإنما سرى له ذلك من حمل التحدي على المعنى الحقيقي له، "قالوا: وقد كان -عليه الصلاة والسلام- يقول عند ورود آية من هذه الآيات: "أشهد أني رسول الله"، كما في البخاري عن سلمة: حين خفت أزواد القوم, فذكر الحديث في دعائه -صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" , وله شاهد في مسلم عن أبي هريرة، وللبيهقي: لما قدم وفد ثقيف، قالوا: يأمرنا أن نشهد أنه رسول الله، ولا يشهد به في خطبته، فلمَّا بلغه قولهم، قال: "فإني أول من شهد بأني رسول الله".
وفي البخاري في قصة جداد نخل جابر واستيفاء غرمائه, بل وفضل له تمر، فقال -صلى الله عليه وسلم- لما بشره جابر بذلك: "أشهد أني رسول الله" , كما قال ذلك عند تحققهم مصداق" أي صدق "قوله في الإخبار عن الذي أنكأ في المشركين قتلًا في المعركة" يوم خيبر، كما في البخاري، أو يوم أحد، كما لأبي يعلى، بإسناد فيه مقال، وهو قزمان -بضم القاف وسكون الزاي- كما قال جماعة, وتوقف فيه الحافظ، بأن الواقدي ذكر أنه قتل بأُحْد، قال: لكن الواقدي لا يحتجّ به إذ انفرد، فكيف إذا خالف "إنه من أهل النار، فلمَّا حضر القتال قاتل الرجال أشد القتال حتى كثرت به الجراح، فكاد بعض الناس يرتاب، رواه البخاري عن أبي هريرة، وفي حديثه عن سهل، فقالوا: أينا من أهل الجنة، إن كان هذا من أهل النار.
وللطبراني عن أكتم، قلنا: يا رسول الله! إذا كان فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار، فأين نحن؟ قال: "ذلك إخبات النفاق" فكنَّا نتحفظ عليه في القتال.

<<  <  ج: ص:  >  >>