"أحدها: إن اشتراط التحدي قول لا دليل عليه، لا من كتاب، ولا من سنة، ولا من قول صاحب" للنبي -صلى الله عليه وسلم, "ولا إجماع وما تعرَّى, أي: خلا "من البرهان: " الدليل "فهو باطل،" فيبطل ما بني عليه. "الثاني: إن أكثر آياته -صلى الله عليه وسلم- وأعمَّها وأبلغها بلا تحدٍّ، كنطق الحصا ونبع الماء، ونطق الجذع، وإطعامه المئين من صاع، وتفله في العين، وتكليم الذراع" المسمومة له إذا أخبرته بذلك، "وشكوى البعير" له أنّ صاحبه يجيعه, ويأتي تفاصيل هذا كله، "وكذا سائر" باقي معجزاته العظام" وقعت بلا تحدٍّ، ويأتي الجواب قريبًا، ومرَّت الإشارة إليه، "ولعله" صلى الله عليه وسلم "لم يتحد بغير القرآن" في نو: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ} ، "وتمني الموت" تحدَّى به اليهود بقوله: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: ٩٤] الآية، فلم يفعلوا، كما قال تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: ٩٥] الآية، من كفرهم بالنبي المستلزم لكذبهم. وفي البيضاوي: من موجبات النار، كالكفر بمحمد والقرآن، وتحريف التوراة. أخرج البخاري والترمذي عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم: "لو تمنوا الموت لشرق أحدهم بريقة" , ولابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس، موقوفًا: لو تمنوه يوم قال لهم ذلك ما بقي على وجه الأرض يهودي إلّا مات، وللبيهقي عنه، رفعه: "لا يقولها رجل منهم إلّا غص بريقه"، وأورده