"وفي لفظ: يا بني" بالتصغير، للتحبب والشفقة، "لو رأيته لرأيت الشمس طالعة". وقال الطيبي معناه: لرأيت شمسًا طالعة، جردت من نفسه الشريفة نفسًا، نحو قولك: لئن لقيته لتلقينَّ أسدًا، وإذا نظرت إليه لم تر إلا أسدًا. "وروى مسلم عن أبي الطفيل" عامر بن واثلة -بمثلثة، ابن عبد الله الليثي: رأى النبي -صلى الله عليه وسلم، وروى عن أبي بكر، فمن بعده وعمر، إلى أن مات سنة مائة، على الصحيح عند الذهبي، وتبعه في التقريب، وجزم مسلم وابن عبد البر بأنَّه مات سنة مائة، واقتصر عليه العراقي، وهو آخر من مات من الصحابة، قاله مسلم وغيره. ولد عام الهجرة، أو ثانيها، وفي روايةٍ لمسلم أيضًا، والترمذي عنه: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم، وما بقي على وجه الأرض أحد رآه غيري، "إنه قيل له: صف لنا رسول الله"، القائل له: سعيد الجريري -بضم الجيم وراءين- مصغَّر، فلفظ رواية مسلم عن الجريري، قلت لأبي الطفيل: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قلت: كيف رأيته؟ وفي رواية الترمذي، قلت: صفه لي -صلى الله عليه وسلم، فقال: كان أبيض"، يعني: بياضًا مشربًّا بحمرة، كما يأتي إيضاحه مع زيادة "مليح الوجه"، أي: حسنه, من ملح: حسن منظره، فهو مليح، ولمسلم أيضًا، والترمذي، قال -أي: أبو الطفيل: كان أبيضًا مليحًا مقصدًا -بشد الصاد المهملة، أي: متوسطًا في جميع أوصافه، كان خلقه نحى به القصد، أي: الوسط، كما أن شَرْعه وسط بين الشرائع، وأمَّته وسط بين الأمم، فكان في لونه وهيكله وشعره، وشرعه مائلًا عن طرفي الإفراط والتفريط، وكان معتدل القوى، "وفيما"، أي: الحديث الطويل، الذي "خرجه الترمذي من حديث هند بن أبي هالة"، من رواية الحسن بن علي، قال: