"قال أبو إسحاق: فقلت لها: شبهيه" صلى الله عليه وسلم, "فقالت: كالقمر ليلة البدر"، فاستعملت البدر في الصفة اللازمة، وهي الكمال، فكأنها قالت: كالقمر ليلة كماله، "لم أر" لم أبصر "قبله ولا بعده مثله" مَنْ يساويه خلقًا وخُلُقًا، وهذه جملة ثانية معربة عن كمال حسنه، ونهاية جماله -صلى الله عليه وسلم، وظاهره نفي رؤية مثله قبل رؤيته وبعدها، وذلك متعارف في المبالغة في نفي المثل، سواء وجد المتكلم في زمن قبل أم لا, فهو كناية عن نفي كون أحد مثله، فيدل عرفًا على أنه أحسن من كل أحد، وإذا انتفى المثل الذي هو أقرب إليه من الأحسن في مقام ذكر المحاسن، فالأحسن أنقى؛ لأنه إن وجد كان مثلًا وزيادة. "وروى الدارمي" بفتح الدال المهملة، وكسر الراء، نسبة- إلى درام، بطن من تميم, عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام، أبو محمد السمرقندي، الحافظ، صاحب المسند، أحد الأعلام الثقات. روى عن يزيد بن هارون، وأبي عاصم وغيرهما، وعنه مسلم وأبو داود والترمذي وخلق، سئل عنه أحمد، فقال للسائل: عليك بذاك السيد. قال ابن حبان: كان من الحفَّاظ المتقنين، جمع وتَفَقَّه وصَنَّفَ وحَدَّثَ، وأظهر السُّنَّةَ ببلده، ودعا إليها، وذبَّ عن حريمها، وقمع من خالفها، ومات يوم التروية سنة خمس وخمسين ومائتين، وله أربع أو خمس وسبعون سنة. "والبيهقي، وأبو نعيم" أحمد بن عبد الله الأصبهاني، "والطبراني" سليمان بن أحمد بن أيوب، تقدَّم بعض ترجمة الثلاثة، "عن أبي عبيدة" بضم العين مصغَّر "ابن محمد بن عمار بن