للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شرحه: يريد أنه ما كان في غاية التدوير، بل كان فيه سهولة وهي أحلى عند العرب.

وفي حديث أبي هريرة عند الذهلي في الزهريات في صفته -صلى الله عليه وسلم: كان أسيل الخدين. قال ابن الأثير: الأسالة في الخد: الاستطالة, وأن لا يكون مرتفع الوجنة. وقال شيخ الإسلام الحافظ بن حجر: ولعلَّ هذا هو الحامل لمن سأل: أكان وجهه مثل السيف؟

وأخرج البخاري عن كعب بن مالك قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سرَّ استنار وجهه كأنَّه قطعة قمر، وكنَّا نعرف ذلك منه، أي: الموضع الذي يتبين فيه السرور وهو


وعشرين ومائتين.
قال في التقريب: ثقة من العاشرة, ولم أر له في الكتب، أي: الستة حديثًا مسندًا، بل من أقواله في شرح الغريب، "في شرحه, يريد أنه ما كان في غاية التدوير، بل كان فيه سهولة، وهو أحلى" بالحاء المهملة "عند العرب" وغيرهم من كل ذي دوق سليم وطبع قويم، بل قال الترمذي الحكيم: استدارته المفرطة دالة على الجهل, "وفي حديث أبي هريرة عند الذهلي" بذال معجمة وهاء تليها لام- محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري الحافظ، روى عن أحمد وإسحاق وابن المديني وخلق، وعنه البخاري، وأصحاب السنن، وأمم.
قال أبو بكر بن أبي داود: كان أمير المؤمنين في الحديث، وقال الخطيب: كان أحد الأئمة العارفين، والحفَّاظ المتقنين، والثقات المأمونين، مات سنة ثمان وخمسين ومائتين على الصحيح، وله ست وثمانون سنة "في الزهريات"، كتاب جمع فيه حديث ابن شهاب الزهري وجوَّده.
قال الخطيب: كان أحمد بن حنبل يثني عليه ويشكر فضله, "في صفته -صلى الله عليه وسلم، كان أسيل" بهمزة مفتوحة، فسين مهملة مكسورة، فياء ساكنة، فلام لين, "الخدَّيْن" غير مرتفع الوجنتين، وهو بمعنى حديث هند: سهل الخدين.
"قال ابن الأثير" في النهاية: "الأسالة في الخد الاستطالة، وأن لا يكون مرتفع الوجنة"، أي: عاليها، "وقال شيخ الإسلام، الحافظ ابن حجر: ولعلَّ هذا" لفظ الفتح، وكأنَّ قوله: أسيل الخدَّين، "هو الحامل لمن سأل: أكان وجهه مثل السيف"؛ لأنَّ الأسالة الاستطالة، فيؤيد احتمال أنه سأل عن الطول، "وأخرج البخاري عن كعب بن مالك" الأنصاري الخزرجي "قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سرَّ استنار"، أي: أضاء "وجهه" حتى "كأنَّه قطعة قمر، وكنَّا نعرف ذلك منه"، أي: استنارة وجهه إذا سرَّ، وقوله: كأنه، "أي: الموضع الذي يتبين فيه السرور، وهو جبينه"، ولذا قال: قطعة قمر، ولعلَّه كان حينئذ متلثمًا، وكان التشبيه وقع على بعض الوجه،

<<  <  ج: ص:  >  >>