للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعارف به أن التشبيه بالشمس إنما يراد به غالبًا الإشراق، وبالقمر إنما يراد به الملاحة دون غيرهما، فقوله: وكان مستديرًا، إشارة إلى أنه أراد به التشبيه بالصفتين معًا: الحسن والاستدارة.

وقال المحاربي عن أشعث عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة أنه قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة إضحيان وعليه حلة حمراء،


التعارف"، أي: الأمر المتعارف "به" بين الناس "أنَّ التشبيه بالشمس إنما يراد به غالبًا الإشراق" دون الضرر والإحراق، "وبالقمر إنما يراد به الملاحة دون غيرهما"، وجواب لما سقط من قلم المصنّف لما نقل من الفتح، وهو ثابت فيه بلفظ أتى بقوله: وكان مستديرًا، إشارة ... إلخ، ويحتمل أن المصنّف جعل "فقوله: وكان مستديرًا" دليلًا على جواب لما, الذي حذفه، أو أنه جواب لما, دخلته الفاء على قلة، وهو واقع في كلامه كثيرًا، أو أن لفظ لما -بكسر اللام وخفة الميم- عطف على للتنبيه، وما مصدرية، "إشارة إلى أنه أراد به التشبيه بالصفتين معًا: الحسن والاستدارة"، ولو اقتصر على هذا جاعلًا له جواب لما، وحذف لفظ فقوله: وكان مستديرًا، أو أتى بلفظ الفتح، كما هو لا غنى عن ذلك التمحل.
"وقال المحاربي عن أشعث" بفتح الهمزة، وإسكان المعجمة، فمهملة فمثلثة- هو ابن سوار، كما في الشمائل -بفتح المهملة وشد الواو.
قال في التقريب قاضي الأهواز: ضعيف. مات سنة ست وثلاثين ومائة.
روى له البخاري في تاريخه، والنسائي وابن ماجه، والترمذي في الشمائل، ولفظه: حدَّثنا هناد بن السري، قال: حدثنا عبثر، عن أشعث، يعني: ابن سوار، "عن أبي إسحاق" عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي -بفتح المهملة، وكسر الموحدة- ثقة مكثر عابد.
روى له الستة, من أواسط التابعين، مات سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل: قبلها, "عن جابر بن سمرة أنه قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة إضحيان" بكسر الهمزة، وسكون المعجمة، وكسر الحاء المهملة, فياء, فألف، فنون منونة- صفة لليلة، أي: مضيئة مقمرة من أولها إلى آخرها، لا ظلمة فيها ولا غيم، والألف والنون زائدتان، كما في النهاية، والقياس أضحيانة، وكأنه لتأويل ليلة بليل.
قال الزمخشري: وافعلان في كلامهم قليل جدًّا، ومنع بعضهم إضافته؛ لأنه صفة لقمر، ورد بأنه لا يمنع من الإضافة؛ لجواز أن ليلة مضافة إلى إضحيان بعد حذف موصوفه، والأصل: ليلة قمر إضحيان، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه، "وعليه حلة حمراء" بيان لما

<<  <  ج: ص:  >  >>