"وفي رواية مسلم من حديث جابر بن سمرة" بفتح المهملة وضمّ الميم وتسكن للتخفيف- ابن جنادة بن جندب، العامري، صحابي ابن صحابي، روى له الستة. ومات سنة ثلاث أو أربع أو ست وسبعين، وصلى عليه عمرو بن حريث الصحابي، "وقال له رجل": جملة حالية بتقدير قد، ويحتمل أنه الذي سأل البراء، فيكون سؤاله لأحدهما بعد الآخر زيادةً في التثبت، ويحتمل أن يكون غيره, وقد أعلَّ النسائي هذا، فقال: إسناده إلى جابر خطأ، وإنما هو عن البراء، وتعقَّب بقول البخاري: الحديث صحيح عن جابر وعن البراء جميعًا، "أكان وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل السيف، فقال: لا، بل مثل الشمس" في البهاء والإشراق، "والقمر" في الاستدارة والنور، "وكان مستديرًا" لا طويلًا كالسيف، فالمراد استدارة مع الأسالة، كما في حديث أبي هريرة: كان أسيل الخدين، والقصد تشبيهه بمحاسن كل حسن، مجردًا عمَّا في ذلك المشبَّه به من الخلل، كما قال بديع الزمان: يكاد يحكيك صوب الغيث منسكبًا ... لو كان طلق المحيَّا يمطر الذهبا والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت ... والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا "وإنما قال: مستديرًا"، كما قال الحافظ بعد نقله رواية مسلم في الفتح، "للتنبيه على أنه جمع الصفتين، لأنَّ قوله: مثل السيف، يحتمل أن يريد به الطول، ويحتمل أن يريد به اللمعان، كما تقدَّمت إليه الإشارة" قريبًا "فيما سبق من العبارة"، ويحتمل إرادتهما معًا، "فرده المسئول ردًّا بليغًا" بنفي قوله: مثل السيف، بقوله: لا، ثم إضرابه إلى التشبيه بالنيرين، "ولما جرى