ويجاب بأنه تبرع بزيادة في الجواب، تعليمًا للسائل كيف يسأل، فكأنَّه قال: مفاد سؤالك أنه مثل في الطول، ولا يليق السؤال عنه. "وقال الحافظ النسابة أبو الخطاب" عمر بن حسن بن علي بن محمد، اشهير بأنه "ابن دحية"؛ لأنه من ذرية دحية الكلبي، الصحابي، الأندلسي، كان بصيرًا بالحديث، متقنًا، معروفًا بالضبط, جال البلاد، ودخل أصبهان والعراق ومصر، وأدَّب الملك الكامل، ونال دنيا عريضة، ومات سنة ثلاث وثلاثين وستمائة "رحمه الله تعالى, في كتابه: التنوير في مولد البشير النذير" أحازه على تأليفه الملك المظفَّر، صاحب إربل -بكسر الهمزة والموحدة، ولام, بألف دينار "عند إيراد حديث البراء المذكور ما لفظه: ففي هذا الحديث من العلم أنَّ التشبيه ممن لا يحسنه لا يصلح"، أي: لا يليق "الإقرار عليه؛ لأنَّ السائل شبَّه وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالسيف، ولو شبَّهه بالشمس كان أولى" لظهورها، لكن السائل لم يتعرَّض لغير السيف، فلعلَّ المعنى: إن هذا أمر قدر على لسانه، كأنه حذف معادل مثل السيف، وهو الشمس، وإن تشبيهه بها أَوْلَى، "فَرَدَّ عليه البراء قوله وقال: بل مثل القمر، وأبدع في تشبيهه"، أتى بأمر بالغ لا يساويه غيره من أنواع التشبيه هنا؛ "لأنَّ القمر يملأ الأرض بنوره"، لا سيما ليلة كماله، وقد تكون أل في القمر للإشارة إلى أنَّ المراد ليلة تمامه بخلاف الشمس؛ فإنها تطلع وقت طلوعها مع ظلٍّ، ثم ترتفع شيئًا فشيئًا إلى أن يميل الظلّ، "ويؤنس كل من يشاهده ونوره، من غير حر يفزع" بفاء وزاي.