كلُّ النساء يفعلن هذا! ثم قتل عنها عمر، فرثته بما يأتي عند ذكره.
وكان عمر يغار عليها، ويكره خروجها إلى المسجد، فلا يأمرها ولا ينهاها. مالك عن يحيى بن سعيد، عن عاتكة بن زيد بن عمرو بن نُفَيل امرأة عمر بن الخطاب أنها كانت تستأذن عمر بن الخطاب إلى المسجد فيسكت. فتقول: والله لأخرجنَّ إلا أن تمنعني فلا يمنعها. ورُوي أن عمر وضع يده في ليلة مظلمة على بعض جسدها، وهي سائرة إلى المسجد فرجعت من الطريق. ولم تشهد صلاة في المسجد، فسألها عمر عن ذلك، فقالت: يا أمير المؤمنين، فسد الناس، فقال لها: أنا فعلت ذلك بك، فقالت: يا أمير المؤمنين أخشى أن يفعله غيرك. ثمَّ تزوجها الزبير بن العوّام فقتل عنها يوم الجمل، ورثته بما أورده عند ذكره أيضا. ثم خطبها عليُّ بن أبي طالب بعد انقضاء عدَّتها من الزبير، فأرسلت إليه: إني لأضنُّ بك يا ابن عمِّ رسول الله عن القتل. وفيها قيل: من أراد الشهادة فعليه بزواج عاتك.
وأما محمد بن أبي بكر فأمُّه أسماء بنت عُمَيْس بن مالك بن النعمان الخثعميَّة من خثعم. وخثعم اسمه أفتل بن أنمار بن نزار بن معدّ بن عدنان. وقيل: هو: أفتل بن أنمار بن أرابش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. وقد ذكرت الخلاف في ذلك عند ذكر نزار بن معدّ.
وولدت أسماء محمد بن أبي بكر بالشجرة في حجة الوداع، عقب ذي القعدة. وأخوته لأمه بنو جعفر بن أبي طالب: عبد الله ومحمد وغوث، وتزوجها بعد أبي بكر الصديق عليُّ رضي الله عنه، فولدت له يحيى، فهو أيضا أخو محمد لأمه. وكفله عليُّ رضي الله عنه، لأنه كان ربيبه، وشهد معه الجمل، وكان على الرَّجَّالة يومئذ، وشهد معه صفين، وكان ممَّن حاصر عثمان، ولكنه لم يند بشيء من ذنبه. وولاه عليٌّ رضي الله عنه مصرة بعد أن سُمَّ الأشتر مالك بن الحارث النَّخعيُّ في العسل في بعض المنازل، وهو سائر إليها بولايته عليها. فلمَّا بلغ ذلك معاوية، قال: لليدين وللفم: إن لله جنودا منها العسل. قتل محمدا بمصر عمرو بن العاص. وروى شعبة وابن عُيينة، عن عمرو بن دينار قال: أُتي