عمرو بن العاص بمحمد بن أبي بكر أسيرا فقال: هل معك عهد؟ هل معك عقد من أحد؟ قال: لا، فأمر به فقتل. وقيل: قتله معاوية بن حُدَيج السكونيُّ صبرا، وذلك سنة ثمان وثلاثين. ومعاوية بن خديج هذا هو الذي سألت عنه عائشة رضي الله عنها عبد الرحمن بن شُمّاسة.
مسلم حدثني مروان بن سعيد الأيليُّ، قال: نا ابن وهب، قال: حدثني حرملة عن عبد الرحمن بن شماسة، قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء، فقالت: مِمَّن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر. فقلت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا شيئا، إن كان ليموت للرجل منا البعير فعطيه البعير، والعبد فيعطيه العبد، ويحتاج إلى النَّفقة فيعطيه النفقة. فقالت أما إنه لا يمنعني ما فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أُخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا:" اللهم من ولي من أمر أمَّتي شيئا فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ".
وكان محمد يكنى أبا القاسم، وكان من نسَّاك قريش. قال محمد بن عمر الواقديُّ: حدثني عمر بن أبي عاتكة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه: أنَّ عائشة سمَّت محمد بن أبي بكر محمدا، وكنته أبا القاسم.
وابنه القاسم بن محمد أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، يروى عن عمَّته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. وقال مالك: كان القاسم بن محمد من فقهاء هذه الأمة. وقال يحيى بن سعيد الأنصاريُّ: ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضِّله على القاسم بن محمد. ومات سنة ثمان ومئة، قال ذلك يحيى بن معين. وقال الواقديُّ مات سنة اثنتي عشرة ومئة، وهو ابن سبعين، أو اثنتين وسبعين سنة.
ومن موالي القاسم بن محمد سليمان بن بلال، وكان بربريا جميلا، وولي خراج المدينة، وحُمِل عنه الحديث. وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وسبعين ومئة في صدر خلافة هارون الرشيد. وَوَلَدَ القاسم عبد الرحمن بن القاسم: وهو من شيوخ مالك، وكان من أفضل قريش. وقال مالك حين رأى ابنه يدخل ويخرج