وأمَّا عبد الله بن عبد الرحمن أخو أبي عتيق محمد، فولد طلحة، أُمُّه عائشة بنت طلحة بن عبيد الله. وكان طلحة جوادا، فولد طلحة محمدا، وكان عاملا على مكة، ولطلحة عقب كثير. وكانوا ينزلون بالقرب من المدينة. وكانت عائشة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عند سليمان بن عليِّ بن عبد الله ابن عباس.
انقضى ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر وذكر عقبة.
وعن موالي عبد الرحمن بن أبي بكر أبو نافع، وكان مكثرا من المال ونزل البصرة، وكان له فيها دار مشهورة. وفيه يقول ابن مفرغ الحميريُّ:
سقى اللهُ أرضاً لي وداراً تركتُها ... إلى جنب دارَيْ مَعقلِ بنِ يَسارِ
أبو نافعٍ جارٌ لها وابنُ بَرثن ... فيا لَكَ جارَيْ ذِلَّةٍ وصَغَاري
وابن برثن مولى لبني بضعة. فقيل لأبي نافع: إنَّه هجاك. فقال: فإذا هجاني أموت، أو يموت أبني طلحة؟. قالوا: لا. قال: فما أبالي.
ومن موالي عبد الرحمن أيضا مرَّة بن أبي عثمان، وكانت عائشة كتبت إلى زياد بن أبيه بالوصاة به، فسُرَّ بكتابها وأكرمه، وأقطعه نهر مرَّة بالبصرة. وإليه ينسب ذلك النهر. وله عقب بالبصرة.
وأمَّا عبد الله بن أبي بكر فهو شقيق أسماء، أُمُّهما امرأة من بني عامر بن لؤي قَيلةُ. وكان إسلامه قديما ولم يسمع له بمشهد إلا شهوده الفتح وحنينا والطائف. وضرب يوم الطائف بسهم رماه أبو محجن الثقفيُّ، فمرض منه وانتقض عليه، فمات منه في أول خلافة أبيه. وذلك في شوال من سنة إحدى عشرة، ودُفن بعد الظهر، وصلى عليه أبوه، ونزل في قبره عمر وطلحة وعبد الرحمن أخوه. وكانت تحت عبد الله بن أبي بكر عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل أخت سعيد بن زيد أحد العشرة. وكانت خنساء جميلة ذات خلق بارع،