وأخباره مع عمر بن أبي ربيعة، وغيره مشهورة. ومن طريف أخباره أنه سمع قول ابن أبي ربيعة:
مَنْ رسولي إلى الثُّريا فإني ... ضِقتُ ذَرعاً بهجرها والكتاب
فلبست ثيابه، وركب بغلته، وأتى باب الثُّريا فاستأذن عليها، فقالت: والله ما كنت لنا زوّارا. فقال: أجل، ولكني جئت برسالة. يقول لك ابن عمِّك ضخت ذرعا بهجرك والكتاب، فلامه عمر، فقال له ابن أبي عتيق: وإنما رأيتك متلدِّدا فخففت في حاجتك، وإنما كان جزائي أن أشكر.
ومن طريف أخباره أيضا أن مروان بن الحكم قال يوما: إني مشغوف ببغلة للحسن بن عليِّ بن أبي طالب رحمه الله. فقال له ابن أبي عتيق: إن دفعتها إليك أتقضي لي ثلاثين حاجة؟. قال: نعم. قال: فإذا اجتمعت الناس عندك العشية فإني آخذ في مآثر قريش ثم أمسك عن الحسن، فلمني على ذلك. فلما أخذ القوم مجالسهم أفاض في أولية قريش، فقال له مروان: ألا تذكر أوَّلية أبي محمد؟ وله في هذا ما ليس لأحد؟ فقال: إنَّما كنا في ذكر الأشراف، ولو كنا في ذكر الأنبياء لقدَّمنا ما لأبي محمد. فلما خرج ليركب تبعه ابن أبي عتيق، فقال له الحسن وتبسَّم: ألك حاجة؟ فقال: ذكرت البغلة. فنزل الحسن عليه السلام فدفعها إليه.
ومنها أن عائشة بنت طلحة، عتبت على مصعب بن الزبير فهجرته، فقال مصعب: هذه عشرة آلاف درهم لمن اجتلب لي أن تكلمني. فقال له ابن أبي عتيق: عدل المال، ثم صار إلى عائشة يستعتبها لمصعب، فقالت: والله، ما عزمي أن أكلمه أبدا. فلما رأى جدَّها قال: أيا بنت عمِّي، إنه ضمن لي إن كلَّمته عشرة آلاف درهم فكلِّميه حتى آخذها، ثم عودي إلى ما عودك الله.
وولد عبد الله بن أبي عتيق محمدا، روى عن عامر بن عبد الله بن الزبير وروى عن محمَّد بن إسحاق.