للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نأى القلب عني وشوقي معه ... فلله أمري ما أعجبه

يحن فؤادي إلى قاتلي ... كذلك الهوى عند من جربه

ترق شمائل من ذاقه ... وتلطف شمأل من هذبه

يجود لمسخطه بالرضا ... ويطلب راحة من اتعبه

إذا شف قلبي غرام الهوى ... دعا بالنعيم لمن عذبه

وكان القاضي أبو حفص هذا كريما ممدحا وممن أجاد فيه الشيخ الأديب الفقيه أبو العباس أحمد بن أبي الحكم يعيش بن علي بن شكيل الصدفي من أهل شريش المتوفى سنة خمس وست مائة ومولده سنة ثمان وسبعين وخمس مائة وأمداحه فيه كثير قدم قبلها كلاما نصه:

فيه استغفرت مجهودي وإليه جلبت عدتي وعديدي لأنه كان آدب أهل زمانه غير مدافع وأولاهم بالفضل غير منازع لتحليه بالتواضع في الجلالة والبشاشة في الجزالة ووردت عليه غلاما أحسب زندي سخاما وحدي كهاما فتلقى نزري بالاستكثارو نسب بحري إلى الاستبحار وأولى نضر الله وجهه من البر لجاني والاستطراف لمذاهبي والثناء على أنديته الآهلة ومجالسه الحافلة ما شهدت له بالتبريز وخلص معه فكرى من تخوف النقدة الحسدة خلوص الإبريز فقدحت فيه زند فكري فورى وفجرت فيه ينبوع شعري فجرى وأطلت فيه إطالة المفتن المغرب وجعلت أمداحه نقلة المشرق والمغرب ومع ذلك لم أنهض إلى عزه اعزه الله حيا وهابطا إلى خطة القضاء فأتى مع سن الشيبة إلى رتبة مشيخة العلماء فراسة منه وتوسما واسترواحا

<<  <  ج: ص:  >  >>