إن صوح الروض النضير فخذه ... أزهاره أمنت من التصويح
وتحار أعين مبصريه إذا بدا ... في ثقل أرداف وخفة روح
قلبي بعذلهم يزيد توقدا ... لا غرو في نار تشب بريح
وهي طويلة.
ومما أورده في " الإشادة " لبعض الأعلام وأظنه قاضي الموحدين أبا حفص أبن عمر رحمه الله تعالى في وصف الدنيا كلام بديع نصه: هذه الدنيا حفظك الله كما قد علمته فأعرض بحلمك عن جهلها وارغب بنفسك عن أهلها واذكر قبائح أنبائها واصرم وصل أبنائها لا ترتع في روضها ولا تركع في حوضهم وقل الله ثم ذرهم في خوضهم وإذا مررت باللاغين بذكر محاسنها اللاهين بحسن ظاهرها عن قبح باطنها فاله عن لهوهم ومر كريما بلغوهم مر المهتدي في سيره وأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فالسيادة والسعادة في نبذها لا في أخذها وفي تركها لا في دركها وإليك عن وصلها إليك وعليك بهجرها عليك واتل قوله تعالى:) ولا تمدن عينيك (وقوله تعالى:) ولا تعد عيناك عنهم (واحرص أن يكون منهم فزخرت الدنيا في نظر العين زين وفي نظر العقل شين فغمض عينك تبصر ولا تمدها وأقصر جعلنا الله ممن نظر بفلبه وأبصر بلبه فأولو الألباب والفكر المخصوص بالذكر والعلم أرفع المزايا وأوسع العطايا هو غاية المنال والمدراك من ناله أي شيء فاته ومن فاته أي شيء أدركه ولا علم إلاّ علم الكتاب والسنة هما أفضل العطايا والمنة فمن