العلم ليس له شغل غير التدريس والتحقيق. ثم غن المقام السلطاني دعاه منها بعد مدة إلى حضرة فاس فانتقل إليها الإيثار والإيناس فلحق بحاضرة السلطان والتحف من الوجاهة النباهة برداء سابغ الأردان وصار في عداد خواصه وآل مجلسه من الخلصاء إلى أن توفي رحمه الله بفاس في الثالث والعشرين من شهر محرم سنة إحدى وعشرين وسبع مائة قيل ليلة الاثنين الرابع والعشرين من شهر محرم. وأما قول من قال إنه توفي ثامن المحرم فغلط. ودفن خارج باب الفتوح بالروضة المباركة المعروفة بمطرح الجنة حيث تدفن العلماء والصلحاء الواردون في فاس من الغرباء.
ومولده بسبتة في شهر رمضان سنة سبع وقيل تسع وخمسين وست مائة.
وروى عنه الجم الغفير كأبي البركات بن الحاج والأستاذ الخطيب أبي عبد الله بن أبي العاصي التنوخي وآخرين رحم الله جميعهم ونفعنا بهم.
وقد قدمنا أنَّ أبن الحكيم تدبج معه ومعنى التدبيج: أن يروى كل واحد من القرينين عن صاحبه.
وكان ذو الوزارتين أبو عبد الله بن الحكيم المقدم الذكر محط رحال الأفاضل وكم للناس فيه من أمداح وتآليف وله ألف الشيخ الفقيه المحدث الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي طالب عبد الله العزفي كتاب " الإشادة بذكر المشتهرين من المتأخرين بالإفادة ". وكان أبو القاسم هذا سمع من