ووجد بخط القاضي اليزناسي ما نصه: الحمد لله. وقفت على إجازة أبي عبد الله بن رشيد لست العرب بنت عبد المهيمن الحضرمي مؤرخة بغرة محرم عام إحدى وعشرين الذي توفي فيه وقال أحسن الله افتتاحه واختتامه: ومن لم يكن يعرفني فإني:
أنا المذنب الخطاء والعفو واسع ... ولو لم يكن ذنب لمّا عرف العفو
انتهى.
ولمّا قفل الشيخ أبن رشيد من المشرق عاد إلى بلدة سبتة فلم يساعده فيها المقدور ولم يعرف له بها مقدار فكتب إليه رفيقه الوزيرابن الحكيم يستدعيه إلى حضرة غرانطة ويعده بنيل كل أمنيه رعيا لمّا سلف له معه من الصداقة المرعية فأعمل الرحلة إليه حتى قدم الحضرة الغرناطية عليه فألفاه من عناية السلطان تحت جاه واسع فأهله من ماليه وقرب إليه من أمانيه كل شاسع وأكرم مثواه وحمد لديه مغبة سراه وتقدم حينئذ للصلاة والخطبة بالجامع الأعظم بغرناطة وخول كل كرامة ومبرة. ثم لمّا توفى الأستاذ أبو جعفر بن الزبير عن قضاء المناكح خلفه عليها فاتصلت له الأثرة بالأثرة ولم يزل مقيما بحضرة غرناطة منتصبا للإقراء ومركزا لدائرة القراء إلى أن قتل الوزير أبو عبد الله بن الحكيم فرحل أبو عبد الله بن الحكيم فرحل من غرناطة ولحق بحضرة فاس فحل بها تحت عناية وفي كنف رعاية وجعل له الأمر السلطاني الاختيار حيث اختار أو الاستقرار فاختار التحول إلى مراكش إذ كان قبل قد سكنها واستحسنها فورد عليها ورود الإنامة ونزل بها نزول البر والكرامة وقدم للصلاة والخطبة بجامعها العتيق وأقام بها سنين يبث بها