زار الحيال بأيمن الزوراء ... فجلا سناه غياهب الظلماء
وسرى مع النسمات يحسب ذيله ... فأتت تنم بعنبر وكباء
هذا وما شيء ألذ من المنى ... إلاّ زيارته مع الإعفاء
بتنا خيالين التحقا بالضنى ... ما نخشى من الرقباء
حتى أفاق الصبح من غمراته ... وتجاذبت أيدي النسيم ردائي
يا سائلي عن سر من أحببته ... السر عندي ميت الأحياء
تالله ما أشكو المحبة والهوى ... لسوى الأحبة أو أموت بدائي
يا زين قلبي لست أبرح عانياً ... أرضى بسقمي في الهوى وعنائي
أبكى وما غير النجيع مدامعي ... أذكى ولا ضرم سوى أحشائي
أهفو إذا تهفو البروق وأنثني ... لسرى النواسم من ربا تيماء
بالله يا نفس الحمى رفقا بمن ... أغريته يتنفس الصعداء
عجبا له يندى على كبدي وقد ... أذكى بقلبي جمرة البرحاء
يا ساكني البطحاء أي لبانةٍ ... لي عندكم يا ساكني البطحاء
أترى النوى يوما تخيب قداحها ... ويفوز منكم بلقاء
في حيكم قمر فؤادي أفقه ... تفديه نفسي من قريب نائي
لم تنسني الأيام يوم وداعه ... والركب قد أوفى على الزوار
أبكى ويبسم والمحاسن تنجلي ... فعلقت بين تبسم وبكاء
يا نظرة جادت بها أيدي النوى ... حتى استهلت ادمعي بدماء