وأيد مولانا أبن نصر فإنه ... لأشرف من ينمي لملك وسلطان
أقام كما يرضيك مولدك الذي ... به سفر الإسلام عن وجه جذلان
سمي رسول الله ناصر دينه ... معظمه في حال سر وإعلان
ووارث سر المجد آل خزرج ... وأكرم من تنمي قبائل قحطان
ومراسلها ملء الفضاء كتائباً ... تدين لها الملوك بإذعان
حدائق خضر والدروع غدائر ... وما أنبت إلاّ ذوابل مران
تجاوب فيها الصاهلات وترتمي ... جوانبها بالأسد من فوق عقبان
فمن كل خوار العنان قد أرتمى به كل مظعام العشيات مطعان
ومورد ظمآي الكعوب ذوبلا ... ومصدرها من كل أملد ريان
ولله منها والربوع مواحل ... غمام ندى كفت به المحل كفان
إذا أخلفت الناس الغمام وأمحلوا ... فإن نداه والغمام لسيان
إمام أعاد الملك بعد ذهابه ... إعادة لأنابي الحسام ولا واني
فغادر أطلال الضلال دوارساً ... وجدد للإسلام ارفع بنيان
وشيدها والمجد يشهد دولةً ... محافلها تزهى بيمن وإيمان
وراق من الثغر الغريب ابتسامة ... وهز له الإسلام أعطاف مزدان
لك الخير ما أسنى شمائله التي ... يقصر عن إدراكها كل إنسان
ذكاء إياس في سماحة حاتم ... وإقدام عمرو في بلاغة سبحان
أمولاي ما أنسى مناقبك التي ... هي الشهب لا تحصى بعد وسبحان
فلا زلت يا غوث البلاد وأهلها ... مبلغ أوطار ممهد أوطان
ثم قال بعد سرد ميلادية، وانشد ذلك في مولد سنة سبع وستين وسبع مائة وألم في أخرياتها بوصف المشور الأسنى، الرفيع المبنى: