من لي بثانية تنادي بالأسى: ... " قدك اتئد أسرفت في الغلواء "
ولرب ليل بالوصال قطعه ... أجلو دجاء بأوجه الندماء
أنسيت فيه القلب عادة حلمه ... وحثثت فيه أكوس السراء
وجريت في طلق التصابي جامحا ... لا أنثني لمقادة النصحاء
أطوبي شبابي للمشيب مراحلا ... برواحل الإصباح والإمساء
يا ليت شعري هل أرى أطوبا إلى ... قبر الرسول صحائف البيداء
فتطيب في تلك الربوع مدائحي ... ويطول في ذلك المقام ثوائي
حيث النبوة نورها متألق ... كالشمس تزهى في سنى وسناء
حيث الرسالة في ثنية قدسها ... وفعت لهدى الخلق خير لواء
حيث الضريح أكرم مرسل ... فخر الجود وشافع الشفعاء
المصطفى والمرتضى والمجتبي ... والمتقي من عنصر العلياء
خير البرية مجتباها ذخرها ... ظل الإله الوارف الأفياء
تاج الرسالة ختمها وقوامها ... وعمادها السامي على النظراء
لولاه للأفلاك ما لاحت بها ... شهب تنير دياجي الظلماء
ذو المعجزات الغر والآي التي ... أكبرن عن عدٍ وعن إحصاء
وكفاك رد الشمس بعد غروبها ... وكفاك ما قد جاء في الإسراء
والبدر شق له وكم من آيةٍ ... كأنامل جادت ينبع الماء
وبليلة الميلاد كم من رحمة ... نشر الإله بها ون نعماء
قد بشر الرسل الكرام ببعثه ... وتقدم الكهان بالأنباء