للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأموال؛ واستقبال العز غضا جديدا، وصرف الهوان كان عذابا شديداً؛ إنّما هو إبلاغ في الحجة علينا، وأعذار بالموعظة إلينا؛ وربما عاهدنا الله لئن آتانا من فضله لنقصدن ولنكونن من الصالحين، أو لننزعن عما ارتكبنا من جرائر العاصين وجرائم الطالحين؛ فالوفاء حتما إن أردنا أنَّ نكون من المفلحين. وقلما أزف العذاب فرفع إلاّ عمن كان من الصالحين،) فلولا كانت قرية آمنت (إلى قوله:) إلى حين (؛ فلنقدر قدر هذا التدارك، الذي أخذ بأيدينا من مهاوي الانتقام، ولنتأمل موقع البلاء الذي أحلنا من تجديد النعمة بأسنى مقام؛ ولنحذر نسيان ما ذكرنا به، فلم نذكر تلك الشدائد بل نسيناها، ولا نفرح بما أوتينا فرح المغرور الذي لا يتراجع ولا يتناهى؛ فإنَّ في ذلك أمل الشيطان وسؤله، ولعن الله ومقته، قال الله تعالى:) فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء (إلى قوله:) بغته (.

اللهم هل بلغت، وبالغت في النصح وأبلغت، اللهم فأشهد. و " يا قوم إنَّ كان عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت "، وإليه أبرأ من حولي وتقصيري عما فيه قصرت، وعما عنه نكلت.

ثم قال رحمه الله:

" وإنَّ مولانا السلطان الملك الفاضل التالي الذاكر، العفيف الطاهر، المسترجع الصابر، المجاهد المصابر، المرابط المشاغر؛ أمير المسلين أبن نصر الخزرجي نسبأ السعدي منشأ النصري جدا وأبا، أيده الله على أعداء الدين، وجعله

<<  <  ج: ص:  >  >>